_محمد المياحي

أحياناً أتسائل، ما معنى أنّ نٌولد ؟
لماذا ضروري ان نكون أشياءً في هذا الوجود؟
في هذا العيد زرت ارملة لديها خمسة اطفال، كيف حالك يا امي؟
الحمد لله، قدك تشوفني قدامك ، لو كان الله ما خلقنا افضل!
زلزلتني هذه الكلمة وتذكرت كتب الفلسفة الوجودية كلها، في تلك اللحظة تذوقت حريق الألم الذي يعبث بحياة الناس، وكانت رعشةٌ الخلق تهٌزني حتى الاعماق، وفي داخلي يلتهب السؤال المخيف، لماذا خٌلق هؤلاء المعذبون؟ لماذا لماذا؟

ماذا لو لم نكن قد وجدنا ؟ أليس ذلك بمقترح اكثر سكينة وهدوء من هذا الوجود البشري المطحون..

هل كان فيلسوف العدمية “سيوران “صادقاً حين قال ان كارثة الانسان تكمن خلفه؛ أي في حادثة ولادته، واننا نفر من الولادة وحين الهروب نسقط في خندق الشر ونرتكب الجنايات؟ هل كان يتوجب علينا ألا نولد كي لا نحدث شرورا في الكون..

أكاد أٌجّن
مئات الآلاف من الاطفال والنساء والشباب والشيوخ في الحديدة بلا طعام ، من أخذ حق هؤلاء من الطبيعة، لماذا خلقهم الله بدون طعام؟ يقول هؤلاء :
 لقد احدث الشر خراباً في أرضك يا خالقنا، اما نحن المساكين فلم نعد نملك طعاماً فكيف يمكننا مدافعة هؤلاء، نحتاج ملحاً وزيتاً وقليلاً من القمح، ثم بعدها سنذهب لتحقيق هدف وجودنا الكبير الذي خلقتنا له.
نحن الان يا مولانا مجرد حشد بشري فارغ ومعطل، لا قيمة وجودية لنا، لا جدوى من بقائنا، لا نستطيع ان نمنح العالم شيئاً، ولا نشكل أي فارق في الحياة او اضافة ذات معنى للوجود ، لماذا نضيف إلى هذا العبث في وجودنا، عذاب البقاء ؟ أليس فكرة الاستقالة من الحياة افضل في مثل هكذا توقيت..؟

#مجاعة_اليمن