التخطي إلى المحتوى

ead5a0919a549fd07253ed2388f43f43

كتب / احمد منصور

يعيش عبد الفتاح السيسي قائد الإنقلاب ونظامه حالة من الفزع والإضطراب جراء التغيرات الهائلة التي تجري تدريجيا في البنية التنظيمية والقيادية لجماعة الإخوان المسلمين والتي أدت إلي تصعيد قيادات ثورية للصفوف الأولي تعتبر ما جري في مصر ليس سوي انحسار للموجة الثورية كما يجري عادة في الثورات فالثورات مسيرتها طويلة وعادة ماتكون موجات ممتابعة من المد والإنحسار تمتد لسنوات حيث يتوالي المد الثوري موجة بعد أخري حتي تأتي الموجة الكبري حينما تتهيأ لها الأسباب الربانية و البشرية والقيادة الواعية صاحبة الرؤية والمشروع فتجرف الإنقلابيين بكل هشاشتهم وتخبطهم وعملائهم وخدمهم إلي مزبلة التاريخ وتؤسس لنظام يقوم علي إقرار العدل والحرية وتلبية حاجات الناس .
لقد أخطأ الإخوان المسلمون حينما تصدوا لأمر لم يعدوا له وكان خطؤهم أكبر حينما صدروا للأمر قيادات غير مؤهلة ، وأخطؤا حينما أقصوا الآخرين عن المشهد ولم يدركوا أن الثورة خيار الشعب وليست خيارهم وحدهم ولن تنجح إلا بالتفاف فئات الشعب كلها حولها وأخطؤا حينما لم يكونوا ثوريين في أدائهم بعد ثورة جاءت بهم للسلطة وشعب منحهم الثقة حتي يطهروا مصر من الفاسدين ويعيدوا العسكر للثكنات بعد 60 عاما من اغتصاب السلطة وقد أدت هذه الأخطاء وغيرها إلي وصول مصر إلي ما وصلت إليه ، لكن يبدوا أن المحاسبة الداخلية قد بدأت داخل صفوف الإخوان و قرار التخلص من القيادات المترهلة وغير المؤهلة التي تسببت في الكارثة في طريقه ليكتمل وأن قيادة جديدة تحمل المشروع الثوري والرؤية الناضجة بدأت تولد من رحم الجسم الإخواني الكبير ربما تظهر آثارها عما قريب ولأن السيسي وأجهزته لديهم معلومات عما يجري فهم مضطربون وخائفون من ولادة قيادة جديدة تحرك الطاقات الكبيرة التي كانت معطلة داخل الإخوان بسبب القيادة المتكلسة التي كانت تدير الجماعة خلال الفترة الماضية فالمحن تصنع الرجال والقيادات وتظهر حقيقة المعادن وطبيعة النفوس وقد كشفت المحنة الكبري التي تعيشها مصر معادن كثير من الإخوان فظهرت النفوس الضعيفة الخاوية والمعادن الرخيصة ذات اللمعان الكاذب و صنعت قيادات جديدة من معادن أصيلة ممن حملوا أرواحهم علي أكفهم وتقدموا الصفوف بشجاعة وبسالة وفرضوا أنفسهم علي أرض الواقع و إذا نجح الإخوان في إتمام التغيير واختيار قيادة مؤهلة صاحبة رؤية ومشروع -وهذا ما يتوقعه كثير من المحللين والخبراء الذين يتابعون المشهد – فإن مستقبل الصراع بين الثورة والإنقلاب سيأخد أبعادا أخرى وموجة ثورية جديدة خلال الفترة القادمة ستنضم لها شرائح عديدة من الشعب ممن اهتزت ثقتهم بالإخوان خلال الفترة الماضية ” وانتظروا …إنا منتظرون ” .