التخطي إلى المحتوى

abdulazeez-almajeedee-20120729-015651كتب / عبد العزيز المجيدي

“الثورة الشعبية” لصاحبها عبدالملك الحوثي، ترابط على أسوار صنعاء القديمة، مدججة بالسلاح.

لا تذهبوا بعيدا في إساءة الظن بـ “السيد” فميليشياته منهمكة في مهمة “وطنية” لمحاصرة وزارةالدفاع!

تتضارب المعلومات بشان الهدف، لكن المؤكد على الأقل من بين جملة دوافع، إلحاق عشرات الآلاف من “أتباعه” في الجيش والأمن.

يفرض الحوثي سلطة أمر واقع، مستندا في تحركاته على عصبيات وروابط قبلية ومذهبية، تمتد الى الجيش، وتلتهم اكثر من 80% من قوامه على الأقل، بحسب ضابط متقاعد.

يبدو الحوثي أكثر صراحة وصدقا في تقديم نفسه للناس من المريدين والدراويش السُذ�’ج، المتبتلين في محراب بندقيته “المقدسة”.

ان أفضل من يتولى تفنيد مزاعم الحوثي عن “الثورة الشعبية “وفضحها، هو الحوثي نفسه!

تريد “ثورة” عبدالملك إنهاء هذا الاختلال في تركيبة الجيش ودفع النسبة الى نهايتها، بحيث يصبح جيشا خالصا لـ “وطن” عبدالملك وعصبته 100%!

استكثر بعض الناعقين باسم الوحدة الوطنية، على أبناء المحافظات الجنوبية، المبعدين قسرا عن وظائفهم في الجيش والأمن، الخروج للمطالبة بحقوق أصيلة وثابتة.

وصموهم وقتها بالانفصاليين “المتآمرين” على الوطن! وكان وطنهم الذي يذودون عنه سلطة صالح وعُصبته وأحلافه، وروابط بدائية يصطفون خلفها تكريسا لمنطق “السلطة حقنا”.

سنوات من الظلم والقهر، كانت كفيلة بتحويل هؤلاء المضطهدين على يد “غزاة” الى قنابل بشرية، مع ذلك سلكوا سبلا مدنية راقية، ومازالت آلة القتل تفتك بهم حتى اللحظة.

رغم كل ما قيل عن معالجات وقرارات، فلاشيء تحقق على الأرض وهي “ليست أكثر من حبر على ورق” كما قال لي العميد ناصر الطويل عندما التقيته قبل أيام.

الحوثي وجماعته خطط ونفذ، بمساعدة إيران، متحالفا مع من يعتقد أنه “الرئيس الزيدي الأخير” لإسقاط العاصمة، وهو منهمك في مغامرة اجتياح المحافظات، كما لو كانت تركة سقطت من عمامة الحوثي الأب!

حتى وهو في أسوأ لحظات التردي والسقوط، يضفي على أدائه مسوحا وطنية ويتحدث عن السيادة. لكن الزاعقين بالوطنية من “الأتباع” والحلفاء، يلتقمون حجرا.. ويسقطون كما “سيدهم”.

ورث الحوثي منطق عجرفة سلطة صالح وعلي محسن، وهو يتحدث عن تفهمه لقضية الجنوبيين العادلة (!)، ولا يترك فرصة لالتقاط الأنفاس، قبل ان يفرض إلحاق أتباعه في الجيش والأمن، الأجهزة التي يبدو انها ستُلحق بالحوثي لترديد الصرخة!

ما تفعله هذه الجماعة نزوع طائفي انفصالي “أصيل” يمشي على الأرض، يرسم الحدود الجغرافية والعنصرية في كل التفاصيل .

اليوم “ثورة السيد الشعبية” معنية بهذه الأجندة فقط: حماية علي صالح، ووضع اليد على المؤسسات الحكومية وترتيب أوضاع ميليشيا “قائد المسيرة” في طريق السيطرة الكاملة على البلاد.

في المقابل هي “تتفهم” القضية الجنوبية، وتقوم باستخدام المبعدين العسكريين من أبناء تعز، لتشكيل مجلس عسكري “لحماية الثورة”.

ربما سيكتشف هؤلاء لاحقا، ان ارقامهم العسكرية باتت في حوزة عناصر الحوثي، وانه بدلا، من اعادتهم الى وظائفهم، شغلها “السيد” وتحققت أهداف “الثورة الشعبية”.

من يظن خلاف ذلك، فهو “عميل” وطائفئ!