محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري

كتب – محمد مقبل الحميري

الأولين ظلمونا وهمشوا دورنا ، واقصونا من كل المجالات العسكرية والقضائية ، والمشاركة الفاعلة في السلطة والقرار السياسي ، وحرموا محافظتنا من ابسط البنى التحتية ، فبعد ان كان مطار تعز في السبعينات يعيش ازدحاما في الرحلات الدولية وآلاف المسافرين يمرون عبره يوميا ، اصبح مهجورا ويخيم عليه الظلام الدامس رغم انه يتوسط اعلى كثافة سكانية ونسبة المغتربين من المحافظات التي يخدمها يتجاوز ٧٠٪ من اجمالي المغتربين اليمنيين ، ميناء النخاء اقدم ميناء في اليمن هو الاخر همش وأصبح خاويا على عروشه سوى من بعض المواشي التي تصل بالمناسبات بل وأُلْحِقٓ بميناء آخر في محافظة اخرى ، اما مشاريع الطرق والكهرباء والصحة وغيرها فحدث ولا حرج ، مما أوجد شعوراً عاما بالظلم والإقصاء وكان أبناء تعز اول من خرج في ثورة ١١ فبراير٢٠١١م منادين بإقامة دولة مدنية عادلة لكل أبناء اليمن ، وقدموا التضحيات في مختلف الساحات اليمنية ، وكان الحلم قاب قوسين او أدنى من التحقيق لينعم به كل أبناء الوطن شمالا وجنوبا، شرقاً وغرباً ، لكن أعداء الوطن من الخارج والمتاجرين بدماء الشعب ومقدراته من الداخل أبوا الا الالتفاف على حلم الشعب وثورته الطاهرة ، فعةرقلوا الثورة وخنقوها في مهدها .
ثم جاء الآخرون مهرولون ، وارادوا أنصفنا ، فاستهدفوا بيت هايل هذا البيت التجاري العريق الذي هو ما تبقى لنا من ضوء ، اضافة لطموحات شبابنا الذين لا يزالون يحملون بين أضلعهم هم الوطن وإقامة الدولة الفدرالية العادلة مهيئين انفسهم للتضحية بها في سبيل تحقيق هذا الحلم ، وبيت هايل ليسوا ملائكة ولست بصدد الدفاع عنهم هنا ، الا ان استهدافهم يعني بالمقام الاول استهداف محافظة تعز في عمودها الفقري ، فهناك آلاف الأيدي العاملة من أبناء المحافظة يعملون معهم وهم يعولون آلاف الأسر ، بالاضافة لكونه رأس مال تعزي يمني ، فمهما كانت الشعارات والخطابات التي تخرج احيانا علنا واحايين همسا باستهداف هذه الاسرة لجص النبض ، فإن هذه الاسرة هي تعز وتعز بيت هايل ، ونحن لا تطهر احد وهم بشر لا يخلوا من الخطأ والنقص فإننا نريد القضاء والقضاء فقط هو الذي ينصف مظلومينا ان وجدوا من بيت هايل وليس التهديد والفوضى والأساليب الخارجة عن القانون ، وإذا قلتم ان القضاء فاسد فالأولى ان نعمل جميعا على اصلاح القضاء اولا ، لانه هو المعني بإنصاف كل مظلومين.
ان استهداف بيت هايل في هذا الضرف وبهذه الأساليب فإنه على قاعدة العرف القبلي الذي جرى بين قبيلتين في شمال الوطن في الثمانينات ، عندما نشبت بينهما فتنة تطورت الى إطلاق نار راح ضحيتها احد المدرسين من إخواننا المصريين ، وعندما تدخلت الوساطات من طرف ثالث بين القبيلتين ، أصرت القبيلة التي قتل المدس المصري الذي يدرس في مدرستها ان يكون المدرس المصري الذي يدرس في مدرسة القبيلة الاخرى بديلا عن مدرسهم ، وبالفعل قتلوه انتقاما لمدسهم المصري الذي قتل ظلما ، فكان ظلما مركبا ، والأشد من ذلك والأكثر كارثية اضافة لكونه ظلما من اساسة ، المدرسين المقتولين طلعوا اخوين شقيقين من إب وامٍ واحدة ، و بهذا سيكون انصافكم لنا يا أحبابنا كإنصاف تلك القبيلة لمدرسها المقتول بقتل أخيه الشقيق الذي لم يرتكب جرما ، فضاعفوا الكارثة للأسرة فأصبحت كارثتين ، رغم ان تلك القبيلة أرادت أنصاف المظلوم ، ولكن بطريقتها الخاصة ، وبدلا من تطبيق قول الحق سبحانه ( النفس بالنفس ) حوروها الى ( المصري بالمصري ) .
إخوتنا الكرام اذا أردتم أنصافنا بصدق فتعالوا نعيش اخوة نتجنب كل اخطاء الماضي ، ونوحد طاقاتنا جميعاً لنؤسس وطنا للجميع ، نكون شركاء فيه في السلطة والثروة ، لا يحاول اي طرف منا الاستقواء على الآخر بقوته وسلاحه ، حتى لا يستمر النزيف والمعاناة والظلم في وطننا ، وبالتالي لن يستقر الوطن لأحد مهما تخيل انه اصبح قادراً على ذلك والتاريخ خير شاهد.
لا يفهم مما قلته أني ادعوا الى مناطقية او طائفية او تميز عن اي منطقة من مناطق وطننا الحبيب ، فأنا والله امقت التمييز والعنصرية والطائفية بكل صورها وأشكالها ، ولكني أهوى العدل والإنصاف والإخاء الصادق والمواطنة المتساوية ، وقوة القانون لا قانون القوة ، وهذا لا تقوم به الا دولة ، وهذا حلم كل يمني شريف ، فدعونا نضع أيدينا بأيدي بعض لنرسي دعائم الحكم الرشيد والدولة العادلة ، فدولة الظلم ساعة . ودولة العدل هي وحدها القادرة على البقاء والاستمرار وتجاوز كل العواصف والمحن .
اللهم وحد كلمتنا على ما تحبه وترضاه .