_توفيق الحميدي 13240571_999553983456021_7561059211424474972_n

– يتذكر الصحفيون في اليمن هذا الأيام المجزرة المروعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي وقوات الرئيس صالح بحق الصحفيين يوسف العيزري وعبدالله قابل باختطافهما وحجزهما في احدي مخازن السلاح في حديقة هران بمحافظة ذمار الواقعة جنوب العاصمة اليمنية صنعاء ليكونا دروع بشرية لقصف طيران التحالف ….

-الصحفيان عبدالله قابل ويوسف العيزري شابان في العشرين من العمر تخرجا من كلية الإعلام ثم عملا مراسلين لقناتين فضائيتين يمنيتين حيث عمل عبدالله قابل مراسلا لقناة يمن شباب التي أنشأت أثناء ثورة فبراير 2012 بينما عمل صديقة الاخر يوسف العيزري مراسل لقناة سهيل الفضائية القناتين تتهما جماعة الحوثي بأنهما تتبعا حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض لسياسة الجماعة واستيلائها علي السلطة بالقوة ما جعلهما هدفا مبررا لاقتحامعما ونهب محتوياتها واتخذاهما ثكنات عسكرية أثناء اقتحام العاصمة صنعاء ومطاردة العاملين فيها مما اجبرتهما علي التوقف عن العمل من اليمن ومعاودة البث من خارج اليمن ….

– استمر الشهيدان قابل والعيزري في تغطية الأحداث من محافظة ذمار التي ينتميان اليها ما جعلهما ضمن القائمة السوداء التي أعدتها مليشيات الحوثي في المحافظة لأخطار المطلوبين أمنيا للجماعة بحسب تصنيفها حيث اختطفا الصحفيان بموجب هذه القائمة من احدي نقاط التفتيش ووضعا كدرع بشري في حديقة هران في احدي مخازن السلاح ما جعلهما هدفا لضرب طيران التحالف مع مجموعة من الناشطين السياسيين والمعارضين لسياسة مليشيات الحوثي ..

-تقول أم الشهيد عبدالله قابل بأنها ذهبت الي موقع حديقة هران أكثر من مرة بعد قصفة حيث قادها أحاسيس قلبها واخبرتها احاسيس الامومة أن ولدها مدفون تحت الركام وكانت تسمع أنيين مكتوم وكأنه نداء استغاثة كانت تميزه أحاسيس الأمومة بوضوح إلا أن الحراسة التي كانت علي باب الحديقة تمنعها وتؤكد لها أن ولدها لم يكن محتجز في الحديقة فرجعت الي بيتها يساورها شعور الخوف والقلق حتي جاءها خبر استشهاد ولدها كما كان يخبرها شعور الأم ….

– تعرضت حرية الصحافة في اليمن منذ استيلاء المليشيات علي العاصمة صنعاء لابشع صور الانتهاكات والتضيق حيث نقص عدد الصحف الصادة بصورة يومية او اسبوعية بشكل كبير واستولت سلطة المليشيات علي الصحف الحكومية وحولت الي صحف ناطقة باسم المليشيات وفق سياسة شمولية هدمت ما تحقق من انجازات علي مستوي حرية الاعلام خلال الفترة الماضية وأصبح الصحفين بمطاردين وفارين من منازلهم ومكاتب أعمالهم خشية الاختطاف والتعذيب حيث فر كثير منهم الي خارج اليمن واغلقت كثير من وكالات الانباء العالمية مكاتبها وحيث يرصد التقارير الموثقة حالة مأساوية لما وصلت آلية حالة الصحافة فالتقرير الصادرة عن نقابة الصحفيين اليمنية عن حالة الصحافة عام 2015 يوثق تعرض حرية الرأي الأكثر من 311 حالة انتهاك تورطت فيها 11جهة بنسب متفاوتة حيث جاء الاختطاف والاعتقال والملاحقة بعدد “86”حالة أي بنسبة “27%” تتساوى من حيث النسبة والعدد مع الاعتداء والشروع في القتل الي بنسبة “27% تلتها حجب المواقع الاخبارية بعدد”38″حالة أي بنسبة “16%” المضايقات والتهديد والتشهير بعدد”38″حالة أي بنسبة “12%” ثم إيقاف وسائل الإعلام ومصادرة اله التصوير بعدد “36”بنسبة”11%”أما التوقيف عن العمل والإقصاء وتوقيف الرواتب ومنع تغطية الأحداث فقد بلغت “14%”بنسبة”4%” واخير بلغت حالة القتل للصحفيين عدد “10” حالات بنسبة “3%”

-تؤكد التقارير أن العدد الأكبر من هذا الانتهاكات بعدد “250”حالة انتهاك من مجموع “311” ارتكبتها مليشيات الحوثي أي بنسبة”79%” بينما توزعت بقية الانتهاكات البالغة “16 ” حالة علي النحو التالي عدد”23″ ضد مجهول بنسبة “7%” وتركت الأجهزة الأمنية الحكومية بعدد”17″ بنسبة “5%” تلتها تنظيم القاعدة بعدد “10 حالات بنسبة ‘3%” ثم التحالف العربي بقيادة السعودية بعدد “9”حالات بنسبة “3%” كما تورطت عناصر المقاومة في عدن بعدد ” 5 ” حالات بنسبة “2%”

– حتي كتابة هذا المقال مازال هناك العدد من الصحفيين مختطفين لدي مليشيات الحوثي وقوات صالح ولا يعلم أماكن اختطافهم ويتعرضون لتعذيب الجسدي البشع بتهم جاهزة أهمها العمالة للسعودية أو الانتماء لداعش حيث هناك تحريض منهج من أعلي قيادات جماعة الحوثية ضد الصحفيين وعلي رأسهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي قال إن خطر الصحفيين أشد خطرا من الجيش المقاتل في الميدان وتعاني أسرهم حالات مادية صعبة ونفسية وقلق دائم

-مؤخرا بدأ الصحفيون عبدالخالق عمران وعدد 12 صحفيا بدؤ الإضراب عن الطعام للفت أنظار العالم لمعاناتهم والضغط علي المليشيات مما قد يزيد حالتهم الصحية سوء ما يستوجب تدخل المنظمات المختصة بالشأن الصحفي الدولية والأمم المتحدة من اجل الضغط علي قيادة المليشيات للإفراج عن المعتقلين وقد وجهوا بيان مكتوب بخط اليد من داخل سجن هبرة يصفون ما يتعرضون له من ممارسات ومؤكدين أن قضيتهم إنسانية وليست سياسية قابلة للمساومة والنقاش داعين العالم الحر للتدخل من أجل قضيتهم .. ….