_خاص _ محمد أمين الشرعبي 14067611_1119645741416963_3765481362896120802_n

صدر في القاهرة أخيرا كتاب نبضات عنكبوتية للصحفية المصرية “ولاء أبوستيت”، عن دار سندباد للنشر والتوزيع  والذي تقدم فيه محاولة جديدة تمزج فيها بين الحكايات التي عاصرتها في عملها وبين ما نشرته عن شخصيات وحكايات وأحداث أعمالها الصحفية في صفحتها على النترنت خلال فترات مختلفة.
  ويضم عشرون حالة تمزج فيهم بين حالة عملها في الصحافة والانترنت الذي كان عاملا رئيسيا لتداول أغلب الحكايات أو حتى ظهورها ومن بين عناوينها:”وردة من عاصمة الخيام، سوزان طه حسين، وفاء شهاب الدين ، فتاة أحبت أمل دنقل، دوجا عبدالوهاب محمد، وديع فلسطين، موسى حوامدة، من الشعر إلى السجن والعكس، مرشحو الرئاسة الأولى، من تلا إلى أبوظبي، بائع الشعر، من مقصلة الاعدام إلى كرسي الوزارة, المصالحة بين مصر والجزائر ،وغيرها”.
وفي مقدمتها التى جاءت بعنوان “قبل البداية” تقول:” كانت وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة الافتراضية بمثابة عالم آخر به من المثاليات والجنون ما دفع الكثير منا إلى حالة متناهية من التحرر من حماقات المجتمع، ومن عقده التي كانت تسلط علينا باستمرار نحن معشر النساء اللائي حملن في قلوبهن الكثير من الأوجاع المجتمعية والمشكلات النفسية التي كادت تقضي على كثير منا، وذهبت بالبعض إلى طرق مسدودة”.
وتضيف :”وإذا كان للطبيب النفسي دوره الهام في إصلاح أعطاب النفس الإنسانية وأوجاع الروح، فقد احتل الانترنت هذه المسافة عندي، وصرت أعالج به أوجاع نفسي وآلامها المتجددة. قد يكون عملي في الصحافة ساعدني على الارتباط أكثر بالانترنت، فكنت قبل انشغال مصر بالصحافة الالكترونية أعمل بموقع إخباري فلسطيني، محررة أخبار، أتيقظ على غير العادة في الصباح الباكر لأكون بالموقع، الكائن بأحد أحياء القاهرة في الثامنة، وهو موعد لم ألتزم به أبدا، ليكون بمثابة إشكالية كبرى لدي مع مدير الموقع، الوزير الفلسطيني السابق، والذي كان يزعجه دائما عدم الإلتزام بالمواعيد”.14102164_1117435784971292_4154468783326030476_n
وتكمل : “كان أول لقاء لي مع الوزير السابق ضمن حوار سعيت طويلا لتحديد موعده، في العام 2007، و أعجبه إلتزامي بموعد الحوار وقتها، وكذا أسئلتي، التي رأى أنها قوية بالنسبة لـ “فتاة” مثلي تردد من قبل أن يحدد لها موعد المقابلة، اعتقادا منه بضحالة فكرها، فما كان منه إلا أن عرض علي بعدها العمل في الموقع الإخباري الذي يشرف عليه، لأدخل إلى (العالم الفلسطيني) من أوسع أبوابه”.
وتشير إلى أن بداية عملها مع الموقع الفلسطيني كان بداية وثيقة جدا مع الانترنت لم تكن بهذه القوة من قبل، فانتقلت إلى فلسطين عبر نبضات الشبكة العنكبوتية، لتتواصل في الصباح مع زملاء من “غزة، ورام الله، والقدس”، ولتعيش همّا لم تستطع طويلا تحمله، في ظل أحداث متلاحقة، اعتقالات، مداهمات، شهداء، رائحة الدماء كانت سائدة، وأصعب ما فيها كانت الدماء على الجانب الفلسطيني- الفلسطيني.

وتتابع الصحفية ولاء عبدالله استعراض محتوي الكتاب حيث توجز ان من بين الحكايات التي سردتها في الكتابها تحكي عن فتاة كان الفيس بوك سببا في أن تلتقيها، وهي فتاة أحبت أمل دنقل، وظلت تبحث عنها حتى وصلت إليها وكانت بلة حكايتها في كتابه لها عن أمل دنقل في ذكراه، قائلة إن “للناس فيما يعشقون مذاهب وهذه شابة صغيرة عشقت أمل دنقل ومن خلاله ولجت إلى عالم الشعر، جمعتني الصدفة بها منذ ما يزيد على عام لأرى فتاة لا يتجاوز عمرها الـ 20ربيعا تتحدث عن أمل دنقل وكأنها تتحدث عن محبوب بعيد سيأتي وقت ويلتقيا، أو لا داعي أساسا للقاء فهي تستشعره من كل ما كتبه أوما يكتب عنه، من خلال تواصلها مع أسرته التي ظلت تبحث عن طريقه للتواصل بهم حتى استطاعت”.
وتضيف :” سارة درويش، التي تعيش في إحدى مدن محافظة الغربية، اتجهت للبحث عن أمل دنقل ليس في شعره فحسب بل و في حواراته التي أجراها ولتتعرف على حياته، وتبحث حتى عن الأفلام التسجيلية والفيديوهات المسجلة له، فأحبته لدرجة أنها بدأت تحلم به في نومها وهو يقرأ لها شعره أو يحادثها”.

تحكي في كتابها عن سفير الادباء وديع فلسطين ذلك الرجل الذي تجاوز التسعين من عمره، ويراسلها بريديا، سنوات ليكون لديها رصيد طويل من مقالاته، متحدثه عن طيبعة علاقتها به وعن خطتها لتقديم كتابة طويلة عنه.
و “وديع فلسطين” مصري من صعيد مصر من مواليد 1923، درس الصحافة في الجامعة الأمريكية، وكان من رواد الصحافة المصريين إلا أن مكان عمله كان بمثابة كارثة عليه تحملها طوال حياته إهمال وتغييب حتى ظل يعيش بعيد عن أي ضوء رافضا السياسة والخوض فيها ولو بمجرد كلمة، إذ كان يعمل بجريدة “المقطم” آنذاك ووصل به الأمر أن يكتب افتتاحيتها في أحيان كثيرة.

وتتحدث عن شاعر كان الجميع يتحدث عنه بالبنان، إلا أن محنة السجن قضت على هذا الحلم، قائلة “عادة ما يجعلك عملك تقترب من حالات انسانية مختلفة، لكن ما لم أتصوره أن ألتقي شاعرا خرج لتوه من السجن ليعود للحياة من جديد بعد أن قضى ما يزيد على عقدين من الزمان لتبدأ حكايته وليعلن إصرارا على البدء من جديد في مسار الشعر.”
وتحكي في كتابها عن لقاءها بالشاعر “حساني حسن عبدالله”، بعد أن كتبت عنه وقتما كان في السجن، ليقرأها من داخل محبسه، موضحة: “سألت أحد كبار الشعراء من مجايليه، فادعى عدم معرفته به، وقال أعتقد أنه كان شاعر في بداية طريقه لكنه اختار طريقا أسهل وتاجر بالمخدرات.. الشاعر الراحل “عبدالمنعم عواد يوسف”، كان أول من فتح لي أفق للتعرف على هذا الشاعر الذي أضحى لي أسطورة.. بين شاعر معتد بذاته ومؤيد إلى حد بعيد للقصيدة الكلاسيكية ومدافع شرس عنها، وبين آخر قد لا يمت للأول بصلة”.
وتسرد مغامرة صحفية لم تكملها عن شاعر يبيع قصائده للجمهور، لافتة إلى أنها كانت مهتمة بعالم السرقات الأدبية الحديثة، و بدأت رحلة البحث عن قصيدة تشتريها ومنها تكون انطلاقة سبقها الصحفي.
وتقول :”من النت وجدت هذا البائع .. لكنه بالتأكيد على غير حال الآخرين… هو يعلن عن نفسه برقم موبايل.. ويتيح شعر لكل المناسبات.. لو احببت ان تتخيل زوجتك او حبيبتك انك شاعر فحدثه وقل له طبيعه المناسبة وما عليك الا ان تمهله يومين ويكون متاح لك القصيدة بعدد الابيات الذي تتخيله، فالحساب بالبيت و بالقصيدة بشكل عام