التخطي إلى المحتوى

خاص _بكيل العذري_جدة

قراءة في المدخل والفكرة لنص :إنكفاء الغوادي للشاعر: محمد نعمان الحكيمي قراءة : بكيل العذري انكفاء الغوادي للشاعر: محمد نعمان الحكيمي ما الذي يقرأ الندى في الصحارى أتعبتني تأملاتي الحيارى اقرأوا لي ما قاله الرمل عني و اطلبوا في تأويله مستشارا أين أحلام ؟! أين يا رب ولت أين من صيرت شغافي هزارا أين أحلام / غاديات التجلي و الحقول التي تثج اخضرارا أين احلام / خمر ضوء المرايا و ارتعاشي عند الظلال السكارى أين إنسانتي التي أمطرتني قبل عام ، من قلبها جلنارا كيف ترضى أن يأسر الليل وجهي ثم تنسى أن تبذل الحب جارا كيف ترمي للريح ظلما بحبي بعد أن ذاب ، و انصهرنا مرارا كيف قرت لها على البعد عين و استحلت في ضفتي النهارا ! أغلقت كل شرفة للتهادي ثم ألقت على النسيم الستارا و ارتدت من حرائق الحب درعا بينما أرتدي أنا الحزن نارا !! ما الذي يقرأ الندى في الصحارى مدخل استفهامي يلج فيه الشاعر لنصه الإستفهامي ليترك أسئلة مفتوحة و جراح مفتوحة نازفة أيضا في كل مفاصل النص مدخل النص الشعري هو العتبة التي يلج منها القارئ للنص وهي التي تعطي إنطباعا كاملا على بقية النص (هذا بالنسبة للقارئ المتذوق وليس الناقد المنصف المحايد ) والمدخل الإستفهامي لهذا النص قادر أن يصنع الدهشة ويأخذك الى العمق .. ما الذي يقرأ الندى في الصحارى ..أتعبتني تأملاتي الحيارى هكذا هو حاضر في ثنايا النص يتأمل المتناقضات التى تستفزه فيسترسل نازفا شعره ليقرأ الندى في الصحارى. أين أحلام .. يارب أين ولت لربما كانت أحلام رمزا لمحبوبتة كليلى في كثير من قصائد الشعراء . وقد إستخدم أسماء أخرى غير أحلام في نصوص أخرى (كشيرين -ولوسي) كاسماء تعبيرة ليس لها علاقة بإسم أنثاه الحقيقية التي أرهقه انتظارها أين أحلام؟ سؤال دون تكلف فأحلام هي محور النص لذلك كانت هذه التلقائية في السؤال يتسائل ثم يتسائل ثم لا ينتظر الإجابة فهو لا يحدث إلا نفسه يوزع الشاعر انفعاله على النص بالتساوي باقتدار فكما بدأ النص بحضور قوي يتنقل بنفس المستوى من الحضور والإنفعال الحقيقي الصادق . كانت هذه قراءة في المدخل الى النص ومن ثم إلقاء نظرة على بنية النص التي تبدو كلوحة فنية واقعية مكتملة تداخلت الألوان فيها بتجانس عجيب. أو كمقطوعة موسيقية شرقية خالصة موغلة في آخر طبقات مقام الصبا الحزين . قلق الشاعر الوجداني الذي يطفو على السطح في أغلب أعماله الأدبية يجعله يتنقل ما بين المحسوس والخيال البعيد . أما في هذا النص فقد حشد لنا كل ما يمكن أن يحشده شاعر من الصور في نص واحد دون حشو أو إسهاب . لن نتسائل تحت أي ظرف كتب الشاعر هذا النص فهو لا شك نتاج لحب في زمن الحرب . وما كان هذا الصدى الجميل والإيقاع القوي للنص الا لأنه يتحدث كناطق رسمي عن شريحة عريضة في المجتمع اليمني وبعض البلدان العربية التي تمر بما نمر به . هذا هو المدخل الى النص قرأته بشئ من الإيجاز. لنعرج على فكرة النص التي شكلت تنوعا مذهلا في الصور رغم أنها تقولبت في تغريبة واحدة ووجع واحد وظف فيها الشاعر إمكاناته الشعرية الهائلة بكفاءة عالية . الفكرة لم تكن جديدة من حيث المبدأ لكنها جديدة في الصناعة الشعرية . فالشاعر الحكيمي يضعنا أمام مدرسة شعرية جديدة تكاد أن تتشكل من خلال هذا النص لعلها تبرز ملامحها في قادم أعماله . فكرة النص تدور حول حالة إغتراب وجداني وبحث عن محبوبة غابت منذ عام لعل هذه الفترة هي فترة الحرب التي أبعدته عنها او أبعدتها عنه . أما من حيث الجمال البلاغي في النص فقد استخدم صورا جميلة رسمها بعناية فائقة لكنه ركز على المتناقضات والمترادفات كمحسنات لفظية . وبالمناسبة فالمتناقضات هي من تبرز النص بكامل بهاءه وتخرجنا من ضبابية الرؤية فيه .(الضوء والظلال )مثالا. فخامة الوزن وقافيته المفتوحة تناسب هذا النص المفتوح المتسائل . ليبقى السؤال : أين أحلام ..!

قراءة في المدخل والفكرة  لنص :إنكفاء الغوادي  للشاعر: محمد نعمان الحكيمي