خاص -استطلاع / جلال المحيا1625456_1583700235219342_4228129812527759530_n

ذات صباح جميل ومخيف معاً أفاق أهالي حي الجحملية الغربية وفي مثل هذا اليوم قبل عام لتتسلل أقدامهم بحذر الى شارع الحي وازقته الترابية التي لفظت أقدام الحوافيش الذين فشلوا باستمالة أيا من شباب هذا الحي الواقع في التماس بين جبهتهم ( قسم الجحملية ) وجبهة حي الجمهوري والكهرباء التابعة لأفراد المقاومة .. بعد اربعة إشهر من افتقاد الحاضنة الشعبية للحوافيش في هذا الحي سهل شبابه مهمة تقدم المقاومة حتى سيطرت على المباني المواجهة غرب قسم الجحملية . استبشر الاهالي خيرا بذلك الزحف على أمل دحر المليشيات  بعيدا ليهنأ الاهالي بالسكينة .

غير ارهاصات نجهلها أبقت على تلك الجبهة الشرسة دون تقدم حتى يومنا هذا الامر الذي تعاظمت فيه معانات اهالي الحي المهدد بالقنص والقذائف وتفجير البيوت الواقعة في التماس تماما فلم يجد الاهالي بداً الا الصبر وترويض الخوف في قلوب اطفالهم والتيقن بان لامفر من اقدار المولى كما غابت الفرص البديلة عن البقاء لا سيما وقد لاحت في الافق أربع معونات متواضعة لكن وصولها بانتظام عزز خيار البقاء في الحي .لكن الايام التالية وتحديدا منذ 6 اشهر مضت اختفت تلك المعونات تماماً فتنامت فاقة الاهالي لا سيما الفقراء التي كانت تفرحهم تلك السلال المغيبة التي لم يكن سعر اثقلها يزيد عن عشرة الف ريال لكنها كانت تساهم في سد الرمق !
اليوم وبعد تكرار وعود المعنيون وتوالي خذلانهم وتجاهلهم. قرر أهالي الحي تدشين وقفات احتجاجية متتالية أمام مقرات ائتلاف الاغاثة في شارع جمال وسط مدينة تعز. وأمام عدد من المؤسسات الاغاثية المعنية بالشأن الانساني للتعبير عن رفضهم واستنكارهم لما وصفوه بـ تجويع وحرمان وتغييب سلالهم الاغاثية المقرر منحها لهم قبل غيرهم من الاحياء البعيدة عن جحيم التماس.
واستباقا للنزول الى تلك المقرات والبحث عن مكتب المحافظ المتنقل والى مقر قيادة مجلس تنسيق المقاومة  بدأ الأهالي يوم امس بوقفة احتجاجية متواضعة وسط حيهم لحشد باقي الاهالي للنزول من يوم غد الاثنين والاعتصام والاحتجاج امام تلك المقرات التى  تجاهلت الحي من أي معونات طيلة 6 أشهر أمر غريب ولا ينبغي السكوت عليه لا سيما ومعظم الأحياء وسط المدينة تحضى بسلال شهرية عبر جمعيات ومؤسسات عدة لكنها تتعامل مع هذا الحي بمكيال غريب مكتفية فقط باستقبال كشوفات متوالية عبر مندوبوها تارة وعبر عقال ووجهاء الحي الذين خسروا ثقة الاهالي جراء توالي رصد تلك الكشوفات العبثية التي لم تأت بمعونات طيلة 6 أشهر لا عبر محددة ولم تصلهم سلال من الدول التى اعلنت تبرعها فى اغاثة مدينة تعز
# في الاعتصام اختزل احد الاهالي قضية الحي المنكوب والمغيب وخصوصيته بالقول : بعضنا تهدمت بيوتهم فى ظل الحرب  لكن معظم الاهالي مصرون على البقاء وهم منقسمون الى صنفين الصنف الاول من يسكنون بيوتهم التمليك وهؤلاء صمدوا خشية تعرض منازلهم للسرقة ولعدم امتلاكهم فرص عمل خارج تعز وليس لزيهم سيولة مالية لتحمل عبئ الايجار والنقل الى اماكن النزوح.
أما الصنف الآخر – فهم السكان الذين تركوا منازلهم فصارت اطلالا او تمركز عسكري للمليشيات    فتعاون معهم ملاك البيوت الشاغرة فسكنوا بالمجان  ومن كلا الصنفين يتضح ان غالبية سكان هذا الحي ينبغي ان يتصدروا قوائم الاستحقاق من الاغاثات الشهرية ! وهذا ما لا يرغب المعنيون استيعابه أو هكذا يبدوا !14139250_1195823653803797_1685099428_o
# قبل اسبوع سقطت على الحي قذيفة هاون فانتزعت روح الطفل عبدالله صالح الوصابي 12 عاما واصابت نجلي الاذاعي في اذاعة تعز احمد الراعي وخلال عام ونصف من الحرب تم قنص 3 من ابناء اخوته اعمارهم بين العاشرة والعشرين عاما ! وثمة أب ثلاثيني فقير يدعى احمد الهرشة خرج يحتطب في ذروة انعدام الغاز فابتلغ لغم حوثي رجله اليمنى ! يكتض الحي بالعشرات من ضحايا القنص والالغام والقذائف لكن كاميرات وصحفيوا قنواتنا الشرعية المحسوبة لم تصل حينا بعد لتلمس همومنا لانشغالها بتغطية المواجهات بدرجة اساس!
# من اهالي الحي المحتجون يتعجب الحاج محمد الصغير – من كانت بوفيته في جولة الجحملية مزارا وقبلة لزوار. تعز الباحثين عن مملكة الشعير والعصائر – فقد الرجل مملكته فاستعاض بعكاز ترافقه الى المسجد والسوق المركزي فحسب ! وبحرقة يتساءل الرجل الذي كانت موائده لا تنقطع عندما كان ملكا في الجولة ! مستنكرا : أين الاغاثات ياعيال اين العاقل ؟ يرد عليه احدهم : أيـّن عاقل أيـّن طلي ! كم يا كشوفات ودا لهم العاقل ولا من مغيث ! ولا عد نصدق مخلوق نازلين نازلين نزف اصحاب الاغاثات اللي شبعونا كشوفات ميييين ستة اشهر ولا ازهرين الكشوفات ! والعاقل لو عد نشوف بيده كشف ليوقع يوم جن! يسكهونا .. جزعوا علينا رمضان وشوال وهم يواعدونا واربعة اشهر من قبل ويمكنونا : بنصرفلكم سلة رمضان سلة عثمان سلة ام صبيان! والان العيد واجي .. ووالله ما نسكت .. خلاص يرجعوا لنا الكشوفات الاولة اللي شهروا بها اسماء مكالفنا !
اما المواطن نجيب عبدالله احمد فيروي : مرة نزّلت كشوفاتنا الى جمعية الـ ……. وقهروني بردهم : وانتم سيروا دورولكم عمل واشقوا على بطونكم! وفين عد تركتم لنا فرص للشغل! ما عايشين الا نتتبه على جهالنا من القنص والقذائف وبيوتنا من السرقة ..
يختتم المواطن نجيب هذا الاستطلاع مختزلا قضية الاعتصام : قلد الله المعنيون قلادة يتحملوها فوق اعناقهم الى يوم الدين : إن غيبوا عنا المعونات وحينا المنكوب إشد حاجة فمن يستحق الاغاثات إذاً !!!!!