التخطي إلى المحتوى

الحوثيشعب اونلاين:متابعات/

لا تزال العبارة التي أطلقها عبد المطلب بن هاشم جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتردد صداها بعد مرور 15 قرنًا من الزمان: “للبيت ربٌ يحميه”، ردًا على محاولة أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة، التي كان لها موقع قداسة في نفوس العرب، حتى قبل بعثة النبي محمد وانتشار الإسلام، إذ بقي الحرم صامدًا على مر التاريخ، رغم تكرار محاولات استهدافه.
ويحظى المسجد الحرام والكعبة الشريفة التي رفع قواعدها إبراهيم عليه السلام، بقداسة وتعظيم منذ آدم عليه السلام٬ حتى يومنا هذا٬ قدّسه العرب قبل الإسلام وبعده كانوا له أكثر تقديسا
.
وعبر التاريخ شهد المسجد الحرام أحداثاً عظيمة٬ وصل بعضها إلى محاولات لهدم الكعبة وقذفها بالمنجنيق
.

تبع أسعد أبو كرب الحميري أولى المحاولات الفاشلة
وقعت المحاولة الأولى لهدم الكعبة؛ حين عقد تبع أسعد أبي كرب الحميري٬ وابنه حسان، وهما من ملوك اليمن٬ العزم على هدم الكعبة، بعدما لاحظا إقبال الناس على زيارة الكعبة والتجارة في مكة، ما كان يؤثر على التجارة في اليمن؛ فقررا هدم الكعبة ونقل حجارتها إلى اليمن، ليكون البيت اليمني الجنوبي كعبة ميقصدها الناس، بدلاً من كعبة مكة الشمالية، ولكن باءت المحاولة بالفشل
.

أبرهة الحبشي وحادث الفيل

وفي عام 570 الميلادي، وقبل أشهر قليلة من ميلاد النبي محمد، شيّد أبرهة ملك الحبشة، كنيسًا حتى  يقصده  الناس للحج، وأيضا  لتنشيط حركة السفر والتجارة في  بلاده٬  ولكن أحداً لم  يأت إلى كنيّسه فعزم  على هدم  الكعبة المشرفة في مكة، مستخدمًا فيلًا ضخمًا في مقدمة جيشه، ولكن الله أهلكه وجيشه والفيل بالطير الأبابيل.

وقد سبق حادث أبرهة بـ5 سنوات ، قيام  قريش بهدم الكعبة المشرفة بغرض تجديد بنائها، حيث كانت السيول قد أثّرت كثيًرا فيها فرغبت قريش فى هدمها وتجديد بنائها.

يزيد بن معاوية وإحراق الكعبة

  وفي سنة 680 ميلادية، لما مات معاوية بن أبي سفيان، سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام، بايع المسلمون ابنه يزيد خليفة للمسلمين٬ ولكن عبدالله بن الزبير رفض مبايعته؛ فأرسل يزيد جيشا إلى المدينة بقيادة مسلم بن عقبة فدخلها ثم اتجه إلى مكة٬ ولكنه توفي قبل أن يصل إليها٬ فخلفه في قيادة الجيش الحصين بن النمير، الذي حاصر مكة لفترة٬ واستطاع الحصين أن يسيطر على جبل أبي قبيس وجبل قعيقعان في مكة؛ فأخذ الحصين يرمي الزبير وأتباعه بالمنجنيق فأصيب المسجد٬ ولم يكتف الحصين بذلك٬ بل رمى المسجد بالنار فاحترقت الكعبة٬ وضعف بناؤها٬ ولكن الحصين عاد إلى الشام بعد أن توفي يزيد.
عبد الملك بن مروان.. إعادة بناء الكعبة

وفي العام 684 م، تولى عبدالملك بن مروان “الأموي” خلافة المسلمين، أراد أن يجمع المسلمين تحت إمرته٬ وعهد إلى الحجاج بن يوسف الثقفي، بالسير إلى مكة للقضاء على عبدالله بن الزبير؛ فزحف إلى مكة في موسم الحج٬ ونصب المـجانيق٬ فتحصن ابن الزبير في المسجد٬ وأخذت أحجار المنجنيق تتساقط على المسجد٬ وبسبب هذا القصف احترقت الكعبة٬ فاضطر ابن الزبير إلى الخروج للقتال مع جماعة من أتباعه، حتى قتلوا جميعا وانتهى الأمر بمقتل عبدالله بن الزبير٬ وبعد أن سيطر الحجاج على مكة أعاد ترميم الكعبة والبيت الحرام من جديد.
القرامطة وسرقة الحجر الأسود

وفي العام 929 م، شن أبو طاهر القرمطي٬ ملك البحرين وزعيم القرامطة “وهم طائفة من الشيعة ينتمون للمذهب الإسماعيلي”٬ غارة على مكة بينما يحرم الناس للحج؛ حيث وافق تاريخ الغارة يوم التروية “وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة” وهدم جزءًا من الكعبة٬ وسرق الحجر الأسود٬ وقتل عددًا كبيرًا من الحجاج٬ ووضع الحجر الأسود في بيت كبير٬ وأمر القرامطة من سكان منطقة القطيف “شرق السعودية” بالحج إلى ذلك المكان٬ ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر٬ فقتل القرامطة أناسا كثيرين من أهل القطيف٬  بلغ عددهم قرابة الـ30 ألفًا، وبقي الحجر الأسود في حوزةالقرامطة لمدة 23 عامًا، حتى رده إلى الكعبة واحد منهم يدعى  سنبر.

غزوة العتيبي واقتحام  الحرم المكي

وفي التاريخ الحديث، وتحديدًا في غرة شهر المحرم سنة 1400هـ٬ الموافق 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 ميلادية، اقتحم أكثر من 200 مسلح الحرم المكي الشريف، مدعين ظهور المهدي المنتظر بقيادة جهيمان العتيبي؛ حيث دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام لأداء

صلاة الفجر يحملون نعوشا لأداء صلاة الجنازة عليها٬ وما أن انقضت صلاة الفجر٬ حتى قام جهيمان في

المسجد الحرام ليعلن مزاعم أمام الناس بظهور المهدي المنتظر وفراره من “أعداء الله” واعتصامه في المسجد الحرام؛ حيث قدم جهيمان صهره محمد بن عبد الله القحطاني على أنه المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين٬ وقام وأتباعه بمبايعته٬ وطلب من جموع المصلين

مبايعته أيضا٬ وأغلق أبواب المسجد الحرام؛ حيث وجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخله٬ وفشل حراس الحرم في التعامل معهم فاستدعوا مزيدًا من قوات المشاة والحرس الوطني٬ وفي النهاية تم القبض على عدد منهم وقتل الباقي٬ وحكمت المحكمة بإعدام 61 منهم.

حجاج إيرانيون يخططون لتفجير الكعبة.. ومظاهرات في قلب الحرم

في موسم الحج عام 1986 ميلادية، تلاحظ أثناء تفتيش أمتعة حجاج إيرانيين قدموا على متن طائرة إلى السعودية، أن جميع الركاب يخبئون في قاعدة حقائبهم مادة متفجرة شديدة الانفجار٬ وبعد التحقيق معهم اعترفوا بأنهم كانوا يخططون لتفجير الكعبة والحرم بكامله.

وفي العام  التالي 1987 ٬ نظمت عناصر من حزب الله السعودي بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني٬ مظاهرات في موسم الحج٬ قصدوا منها قتل الحجاج٬ وتدمير الممتلكات٬ وإظهار الحكومة السعودية على أنها حكومة غير قادرة على تولي شؤون الحج والحجاج٬ وأنها تقتل حجاج بيت الله٬ ونتيجة الأعمال الغوغائية من تكسير وتخريب وإحراق العديد من المتاجر والسيارات في الأماكن المقدسة٬ وسد الطرقات؛ ما أدى إلى تعطيل الآلاف من الحجاج عن أداء مناسكهم٬ وأدى إلى الازدحام والفوضى وسقوط العشرات من النساء والأطفال والعجزة تحت أقدام المتظاهرين؛ ما دفع رجال الأمن إلى التصدي لهم ونتيجة للاشتباكات سقط 402 قتيل من الحجاج منهم 85 من رجال الأمن السعودي.

الحوثيون والصاروخ الباليستي

ويأتي، إطلاق المتمردين الحوثيين، وهم من الشيعة أيضًا، أمس الخميس، صاروخًا باليستيًا من مناطق سيطرتهم في الأراضي اليمنية باتجاه مكة المكرمة، كواحدة من حلقات مسلسل استهداف البيت الحرام.
وسقط الصاروخ، الذي نجحت الدفاعات السعودية وقوات التحالف العربي في التصدي له، على بعد 65 كيلومترًا من مكة المكرمة أطلقته ميليشيات الحوثي، وأعلن التحالف أنه قد تم تدمير الصاروخ الذي أطلق من صعدة باتجاه مكة بدون أضرار
.

وتقود المملكة العربية السعودية منذ مارس/ آذار 2015 تحالفا عسكريًا عربيًا لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مواجهة خصومه من مسلحي جماعة الحوثي، المدعومين من إيران، وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وكان الحوثيون قد سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، ما دفع الرئيس هادي وأعضاء حكومته إلى الفرار إلى جنوب البلاد، حيث اتخذ من عدن عاصمة مؤقتة، لكنه ما لبث أن لجأ إلى الرياض.

وتمكنت القوات الشرعية التابعة لهادي، المدعومة من قوات التحالف من استعادة خمس محافظات جنوبية، إلا أن السلطات واجهت صعوبة في فرض نفوذها بالكامل في عدن التي لا تزال تشهد وضعا أمنيا هشا في ظل تنامي أدوار الجماعات المسلحة فيها، وبينها مجموعات جهادية كتنظيمي داعش والقاعدة.

من القرامطة إلى الحوثيين.. محاولات فاشلة لاستهداف الكعبة