شهدت قيمة الريال اليمني، خلال الأيام والساعات الماضية، تحسنًا قياسيا أمام العملات الأجنبية، بعد سلسلة من الانتكاسات المتتابعة، خلال السنوات الأربع الماضية، حيث انحدر إلى أدنى مستوى منذ اعلان الجمهورية اليمنية في الستينيات من القرن الماضي، وهبطت قيمته إلى 800 ريال للدولار الواحد.

وقالت مصادر مصرفية في العاصمة صنعاء، والعاصمة المؤقتة عدن، لـ«مأرب برس»، ان «الريال اليمني يواصل تعافيه بشكل مستمر»، مؤكدة ان سعر الدولار تراجع، مساء امس الأربعاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني، الى 390 ريالا للدولار الواحد، بعد ان كان أمس الأثنين، بـ490 ريالا.

وأشارت الى ان سعر الريال السعودي تراجع بنسبة 30% خلال الساعات الماضية، حيث وصل الى 100 ريالا، بعد ان كان بـ135 مساء أمس الاثنين.

مصدر مسؤول قال لـ«مأرب برس»، ان «تحسّن سعر الريال في مقابل الدولار والعملات الصعبة الأخرى مؤشّر إيجابي نتيجة تعزيز الثقة في السياسات والإجراءات التي اتّخذها المصرف المركزي أخيراً».

وأكد أن «تبسيط إجراءات الحصول على تمويل استيراد المواد الأساس بالدولار من الوديعة السعودية وطلب ريال يمني مقابلها، إضافة إلى فتح الاعتمادات المستدينة ورفع سعر الفائدة إلى 27 في المئة وتكوين احتياط نقدي بمبلغ 500 بليون ريال ()، كلّها إجراءات عزّزت قدرة المصرف المركزي على إدارة السياسة النقدية والحدّ من المضاربة».

ورغم كل هذه الأسباب الحقيقة التي تقف وراء التحسن في سعر الريال اليمني، الا أن مراقبون وخبراء اقتصاديون شككوا في ان تكون تلك الأسباب هي السبب في هذا التعافي الكبير، محذرين من يكون هذا التحسن مجرد «حيلة كسابقاتها لسحب العملة بأقل سعر ومن ثم يعاود الإرتفاع».

وقال الخبراء لـ«مأرب برس»، ان هناك أيضا «مضاربة وسحب للعملة الصعبة» تقف وراء ذلك التحسن، داعية الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني لـ«حماية المواطنين».

ودلل الخبراء على شكوكهم بالقول: «ما نلاحظه هو انخفاض في سعر الشراء من المواطن، مع توقف البيع له او البيع بسعر مرتفع»، مشيرين الى ان أغلب المصارف ترفض بيع الدولار والريال السعودي، كما ترفض تسليم الحوالات الخارجية بالعملة الأجنبية.