التخطي إلى المحتوى

محمد أمين الشرعبي

كان  الصحفي أحمد مغلس في منزله الكائن في منطقة السائلة في المجلية شرق مدينة تعز ويلتف حوله اولاده رغم بدأ الحرب التي بدأت تشتغل في تعز ولم يقرر بعد الخروج او النزوح من منزله للأسباب المادية وقلة الحيلة لكن ما حدث في احد مساءات مارس من عام 2015م حين استقرت احدي القذائف التى اطلقتها المليشيات على الحي الذي يسكنه وبالقرب من منزله احدث ذلك رعب وحالة من البكاء الهستيري بين اولاده واغمي على زوجته من دوي الانفجار الذي توقع مغلس من قربه وكأنه فوق منزله .
حينها يقول احمد مغلس حاول بشكل سريع والقذائف تمطر الحي ان يهدي من روع اولاده ويجمع ما استطاع من اغراضه قبل صلاة المغرب وسط حالة من الخوف لينطلق الي الي حي االسائلة السلفي في نفس اطار مديرية القاهرة بتعز ويلجئ الي احد زملاءه الذي بدوره وفر له سكن مؤقت .
ويتابع أحمد مغلس الصحفي الذي يعمل في مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر وريئس تحرير صحيفة الثقافية التى كانت تصدر عن مؤسسة الجمهورية
“عشت وضع صعب جدا وانا احاول ان التأقلم مع وضع النزوح حيث كنت اجد صعوبة كبيرة في الحصول علي المياة واضطر الي الوقوف ساعات امام وايتات الماء التى توزعها بعض الجمعيات الاغاثية لم اخرج من منزل سوي بأغراضي الشخصية التى استطيع حملها ولذلك كان علي ان اعيش وضع قاسي جدا في كل المستويات ”
اكثر من سنة ونصف عاشها الصحفي احمد مغلس في نزوح داخل المدينة يسرد احمد يوميات نزوحه في ظل الحصار الذي تعيشه مدينة تعز بمرارة .
فقد توقف عمله في صحيفة الجمهورية بعد ان اتخذت منها المليشيات تمركز عسكري وتحولت الي اطلال بعد سنة من سيطرة المليشيات وتدمير ونهب كل ماداخل المؤسسة وليست معأناة الصحفي احمد مغلس فقط بل هناك العشرات من زملاءه الذين كانو يعملون في صحيفة الجمهورية اوصلتهم الحرب الي اوضاع مادية وانسانية مزرية .
مولود تحت مدي الرصاص
كان احمد مغلس في شهر ابريل الماضي في انتظار مولودة الرابع حيث كان مضطر ان يعمل كل مافي جهده من خلال ما استطاع توفير المتطلبات المالية لعملية الولادة في ظل حصار حرب تعيش مدينة وخوف كبير من التنقل في ظل القصف الكبير التى كانت عيشه مدينة تعز وتوقف العمل في مختلف العيادات الطبية والمستوصفات الخاصة .
ويتحدث احمد مغلس شارحا كيف عاش ذلك اليوم الذي اصبح سواد اليأس في عيونه جبال وهو يريد ان يسعف زوجته وهي تعيش ساعات المخاض في ظل حالة من الحرب والقصف وفي نفس الوقت قلة ما في اليد فهو يعتمد ما تبقي له من راتبة الاساسي الذي بالكاد يكفي متطلبات اسرته المعيشية .
ساعات من الحيرة والتردد في المجازفة في نقل زوجته الي مشفي بعيد من المكان الذي يسكن فيه وكان الامر مخاطرة كبري في ظل حرب واستهداف المليشيات على مدار الوقت لمختلف الاحياء وسط المدينة وشرقها حيث كان مكان نزوحه لا يبعد كثيرا من شرق المدينة في السائلة السلفى المجلية السلفي .
ويتابع مغلس” كان علي ان اترك اطفالي في البيت يتجرعون الفجيعة واخرج بزوجتي وكأنى اقرا فاتحة النهاية على روحينا حتى وصلت الي احد المستشفيات التى كانت تعج بالمصابين ولم اجد هناك طبيبة نساء وولادة .
ودلنى احدهم على قابلة وحينها بدأت افقد الامل مثقل راسي بالفجيعة وانا اري زوجتي تتوجع والمدي مكتظ بالقذائف التى تعيق تنقلنا حتى سقطت زوجتى على الارض في بوابة ذلك المستشفي كنت اصرخ كالمجنون لإنفاذها حتى جاء احد سائقي باصات الاسعاف في الهلال الاحمر وجازف في نقلنا بسرعة فائقة في اتجاة وادي القاضي الي مستوصف هناك كنت اعد انفاس زوجتى ولم اعتقد انى سوف اصل الي ذلك المستوصف الا وقد ماتت فلا استطيع تلخيص تلك الساعات الفاجعة والمؤلمة التى عشتها ”
في هران ديان
وحين ضاق الحال بالصحفي مغلس الذي اصبح في ظل ظروف مادية صعبة فليس هناك عمل في مدينة تكتظ بالموت والرصاص والخراب وليس هناك من يلتفت لمعأناته كصحفي فقد عمله واصبح بقاءه في مدينته التى فقد فيها منزله واثات بيته واصبح اولاده مرضي الا التوجه الي نزوح آخر الي مدينة آخري.
حيث انتقل مغلس الي محافظة لحج بعد ان ضاق به المقام في مدينته تعز وكان الانطلاق صوب محافظ لحج حيث اعطاه احد اقاربه في قرية بعيده عن المدينة ب 10 كليوا تسمي قرية هران ديان .
هكذا منذ اشهر يعيش الصحفي مغلس منقطعا بوجعه في قرية هران ديان يفترش اسئلته الحسرة ويلحتف نزوحه الجديد الموحش بالفاقة وتنكر الزملاء وصعوبة الحياة في ظل توقف راتبه ومعاناته الكبيرة في توفير التزامات اسرته المعيشية الضرورية فلا نقابة سألته عنه ولا موت ينتظره كما يقول يطرق بابه روحه ويرحه من وطن مؤبوء بالحرب والصراع والفجيعة

المصدر نقلا عن موقع ” المشاهد”

الصحفي أحمد مغلس والنزوح الي هران ديان