التخطي إلى المحتوى

استمع

شاهر الأحمد

عشية اجتماع كبار منتجي النفط في العاصمة القطرية الدوحة غدا الأحد رجح خبراء أن اتفاقا لهذه الدول على تثبيت الإنتاج من شأنه أن يضع حدا لهبوط الأسعار المتواصل منذ عامين، في حين حذر خبراء من أن فشل الاجتماع سيؤدي إلى انهيار جديد للأسعار.

ويجتمع كبار منتجي النفط بهدف التوصل إلى اتفاق على تجميد الإنتاج لخفض الفائض المعروض في الأسواق العالمية وإنعاش الأسعار المتهاوية، وسط شكوك بشأن تجاوب إيران مع هذا الطرح.

من جهتها، حرصت قطر على إبداء أجواء من التفاؤل قبل الاجتماع الذي سيشمل دولا من داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أبرزها السعودية وإيران، ودول من خارجها أبرزها روسيا.

وذهب “بنك أوف أميركا ميريل لينش” إلى أن من شأن الاتفاق أن يعيد التوازن إلى سوق النفط العالمي، وبالتالي المضي قدما برفع الأسعار لتقفز قريبا فوق خمسين دولارا للبرميل.

وأضاف البنك -الذي عرض عدة احتمالات أخرى في مذكرة الأربعاء الماضي- أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حاسم بالدوحة فإن أسعار مزيج برنت العالمي ربما تهبط دون أربعين دولارا للبرميل في المدى القريب جدا.

وحذر من أنه وفي حال فشل الاجتماع ولجأت السعودية -أكبر مصدر للنفط- إلى زيادة إنتاجها ردا على عودة إيران إلى السوق فإن أسعار مزيج برنت ربما تتراجع إلى ما بين ثلاثين و35 دولارا للبرميل.

من جهته، قال المحلل في مؤسسة سيتي إندكس المالية فؤاد رزاق زاده إن الانطباع العام أنه سيتم الاتفاق في الدوحة على تجميد الإنتاج عند مستوى يناير/كانون الثاني الماضي، مرجحا أن يمنح ذلك الأسعار دفعا إضافيا على المدى القصير.

أما المنظمة الدولية للطاقة فقد حذرت أول أمس الخميس من الإفراط في التوقعات من الاجتماع.

ويرى الخبير في شؤون النفط بجامعة “جورج تاون” جان فرانسوا سيزنك أن الموقف الإيراني لن يكون المشكلة الوحيدة في الاجتماع، لأن قدرة إيران على زيادة إنتاجها في 2016 تقتصر على نحو ثلاثمئة ألف برميل يوميا.

واعتبر أن التحدي الأساسي بالنسبة للمنتجين هو إذا كانت روسيا -أكبر منتج للنفط خارج أوبك- ستثبت إنتاجها.

video

مواقف
من جهتها، قالت إيران إن مندوبها لدى أوبك حسين كاظم بور هو الذي سيمثلها باجتماع الدوحة غدا بدلا من وزير النفط بيغن زنغنه، في مؤشر على ما يبدو على تلكؤ إيراني إزاء تثبيت الإنتاج.

وشدد رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني على أن انضمام طهران إلى مقترح تثبيت الإنتاج عند مستويات يناير/كانون الثاني الماضي مرهون باستعادة حصتها داخل أوبك.

من جهتها، قالت السعودية إنها ستحافظ على حصة سوقية تتراوح بين 10.3 و10.4 ملايين برميل يوميا في حال توصل الدول المنتجة إلى اتفاق بالدوحة.

وأكد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي أن بلاده لن تثبت إنتاجها إلا إذا اتخذت الدول الأخرى إجراء مماثلا.

وقال في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ الأميركية للأخبار المالية والاقتصادية إن المملكة ليست قلقة من انخفاض أسعار النفط، وإن لديها برامج لا تحتاج لسعر نفط عال لتنفيذها.

من جهته، أعرب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عن أمله بأن يتم التوصل لاتفاق بشأن تثبيت مستويات إنتاج النفط في اجتماع الدوحة، مشيرا إلى أن الاجتماع سيشمل 17 دولة من كبار منتجي النفط.

سوق النفط
وبلغ سعر مزيج برنت في تداولات العقود الآجلة نهاية الأسبوع 43.10 دولارا، بينما أنهى خام تكساس الأميركي تعاملات الأسبوع للعقود الآجلة على مستوى 40.36 دولارا.

وتسببت تخمة المعروض في هبوط أسعار النفط نحو 70% منذ منتصف 2014، ويبلغ فائض الإنتاج العالمي من النفط نحو 1.5 مليون برميل يوميا فوق حجم الطلب.

المصدر : الجزيرة + وكالات

المصدر :الجزيرة نت