التخطي إلى المحتوى

%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%b3%d9%8aشعب اونلاين:متابعات/

بعد استضافة مصر لقادة جبهة “البوليساريو” وإغضاب المغرب، وفي ظل التقارير الصحفية التي تتحدث عن إمداد  نظام عبد الفتاح السيسي؛ الحوثييين الذين يواجهون السعودية بزوارق حربية، وتصويت القاهرة للقرار الروسي بخلاف الإجماع العربي، واتهام إثيوبيا لسلطات الانقلاب بدعم وتدريب جماعات مناهضة لأديس أبابا، يطرح مراقبون السؤال: إلى أين يأخذ السيسي مصر؟
إغضاب مصر للعرب وإثيوبيا رغم مصالحها الاستراتيجية معهم؛ يتزامن مع وجود تقارب مصري إسرائيلي متواصل منذ الانقلاب العسكري منتصف 2013، وتوجه خارجي نحو روسيا، وحديث عن منحها قاعدة عسكرية غرب مصر، إلى جانب تقارب مع إيران، رغم توجهات طهران في العراق وسوريا واليمن
.
سياسة إغضاب العرب

واستقبلت مصر، الجمعة الماضية، وفدا عن جبهة “البوليساريو” التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، للمشاركة بالمؤتمر البرلماني العربي الإفريقي ف شرم الشيخ، ما اعتبره مراقبون “استفزازا” للمغرب
.
والخميس، كشف مصدر عسكري يمني رفيع؛ عن امتلاك الحوثيين زوارق حربية متطورة وصلت إليهم من مصر قبل شهرين، وأكد أن القاهرة فتحت لمليشيات الحوثي، المدعومة من إيران في مواجهة السعودية، قنوات تواصل مع الاستخبارات المصرية، وفق ما أوردته صحيفة “العربي الجديد
“.
والاثنين الماضي، اتهمت إثيوبيا عناصر في مصر بتسليح وتدريب وتمويل مجموعات تلقي عليها بمسؤولية موجة من الاحتجاجات والعنف في مناطق محيطة بالعاصمة، واستدعت أديس أبابا السفير المصري لديها، فيما نفت القاهرة تلك الاتهامات
.
وتفجرت أزمة مصرية سعودية الأسبوع الماضي، إثر تصويت مندوب مصر بمجلس الأمن لمشروع قرار روسي حول سوريا، اعتبرته السعودية خروجا عن الإجماع العربي
.
نهايته تلوح في الأفق

ويعلق الإعلامي المصري حازم غراب، عى المشهد الحالي لسياسة مصر الخارجية، بقوله: “السيسي أخذها (مصر) عنوة وجهالة وحمقا مع عصاباته في الداخل إلى عدة كوارث، تبعتها كوارث على النطاق الخارجي تعد أخطر على كيانها، فالسياسة الخارجية الحمقاء المستجدية تسهم في تسريع نهاية الديكتاتور، وخطاياها تضيف إلى خطاياه على النطاق الداخلي فيغلي المرجل أكثر وتلوح النهاية في الأفق”، وفق قوله
.
وأضاف غراب في حديث لـ”عربي21″: “السيسي أخذها عنوة وجهالة إلى تمزيق نسيج وحدتنا الوطنية، فقسمنا إلى شعبين يكره كل منهما الآخر، ومن ثم يستغل أعداؤنا وداعموهم هذا الانقسام؛ فيبتزونه ويدفعونه دفعا إلى الاستقواء بهم لحماية نفسه، فيقدم لهم تنازلات استراتيجية قاتلة على مستويات الأمن القومي، تنازلات كترك شريان حياتنا تقتطع منه إثيوبيا بمساعدة إسرائيل؛ ثلث نصيبنا التاريخي من مياه النيل، تنازل كتفريغ سيناء من أهلها وتسهيل مهمة إسرائيل في قضمها بالكامل وقتما تشاء
“.
“خادم للشيطان الروسي بعد الأمريكي

وتابع غراب، وهو مدير قناة “مصر25”: “التنازلان المذكوران ما كانا ليرتكبهما السيسي لو أنه كان حاكما منتخبا بحق؛ يخشى من غضبة ناخبيه”، مضيفا: “اغتصابه السلطة إذن أدى به على الصعيد الخارجي إلى ضرب المصلحة الوطنية في مقتل لأجل تسول شرعية من الخارج.. اغتصابه السلطة واستجداء شرعية خارجية جعله يرتمي تحت أقدام الشيطان الروسي بعد الأمريكي ومعهما الإيراني، وقبلهم جميعا الإسرائيلي”، بحسب تعبيره
.
وأكد الإعلامي المناهض للانقلاب في مصر؛ أن “الدور الذي يتوهمه السيسي في المنطقة بمساعدة روسيا وإيران لن يكون سوى الخادم الذليل؛ الذي لا يمكنه رفض أي أمر من تلك الدول”، ورأى أن “السبب ببساطة؛ استشعار السيسي أنهم (الخارج) وليس الشعب المصري من يمنحونه حبل الوريد المغذي لوجوده على الكرسي المغتصب
“.
“باع السعودية لإيران

وحذر غراب من سياسات السيسي التي تقوم على “الاستجداء”، وقال: “تعلمنا في مقاعد دراسة السياسة أن المعونات الاقتصادية مهما كان ظاهر بعضها الإنساني، ما هي إلا أدوات للأقوياء يخضعون بها رقاب الضعفاء المتسولين تلك المساعدات
“.
وأضاف: “هكذا رأينا السيسي يتنازل لمن قدموا مليارات ونفط (السعودية) عن تيران وصنافير، وها هو يتنازل عن قاعدة جوية كاملة للروس، والبقية تأتي لإيران بأن يبيع آلِ سعود لهم حتى ولو على حساب صلب عقيدتنا”، وفق قوله
.
خنجر في خاصرة الأمة

من جانبه، رأى خالد الشريف، ‏رئيس تحرير‏ ‏فضائية “القناة”، أن “مصر تحولت على يد السيسي إلى دولة فاشلة، بعد أن كانت دولة مركزية محورية، بل أصبحت خنجرا في خاصرة الأمة العربية؛ تدعم الفوضى وتعمل ضد الأمن القومي العربي، بعد أن كانت قاطرة الأمة التي تعمل على وحدتها وسلامتها”، وفق تقديره
.
وأضاف لـ”عربي21 “: “اليوم السيسي يدعم الحركات الانفصالية ويغذي الفوضى بالمنطقة، ويعمل على توجهات مخالفة للأمة العربية؛ كتحالفه مع الروس وبشار الأسد، وتأييده ضرب المدنيين في سوريا، ودعم الحوثيين في اليمن، وحفتر في ليبيا.. كل هذه الأفعال تؤكد انقلاب السيسي على الثوابت الوطنية، وأكبر دليل على ذلك اعتباره إسرائيل حليفا وصديقا، وحماس منظمة إرهابية، وإحكام الحصار على غزة
“.
وقال الشريف، المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، إن “السيسي لم يأت ليستولي على السلطة فقط، ويزج بأول رئيس منتخب (محمد مرسي) في السجن، ويدمر مصر واقتصادها، بل جاء لينشر الفوضى في المنطقة العربية، ويساعد على تفكيك وتقسيم دولها، وهذه خطورة استمرار السيسي في الحكم
“.
وأكد الشريف أن الكعكة التي تلوح بها روسا وإيران للسيسي؛ هي استمراره في الحكم، وحذر من استدعاء السيسي لسيناريو بشار الأسد في سوريا، مطالبا الدول العربية بـ”تصحيح مسار علاقتها بنظام السيسي؛ برفع الدعم عنه وحصاره، ومساعدة الشعب المصري في استرداد ثورته وإرادته
“.
تقاسم المصالح

أما المحامية والناشطة الحقوقية نيفين ملك؛ فترى أن “هناك تشكيلا لتحالفات جديدة بالمنطقة، تتضح في فرض مفهوم جديد للأمن الإقليمى”، مشيرة إلى أن “هناك دولا وضعت استراتيجية جديدة لتعاون إقليمى قد يجمع كلا من الروس والإيرانيين والأتراك وإسرائيل، وهو نتاج لمرحلة ما بعد الربيع العربي، والارتداد على ثورات الشعوب، وتقاسم المصالح بالمنطقة، وفي ذات الوقت انقسم العالم العربي على ذاته ولم يضع لنفسه استراتيجية لمواجهة تحديات المنطقة، وخارطة لافروف – كيرى التى ستخلف سايكس بيكو
“.
وأوضحت لـ”عربي21” أن “مصر شأنها شأن العرب؛ ليس لها تفكير استراتيجي واضح، وتتخبط كثيرا في سياساتها الداخلية والخارجية، ما يعكس حالة من عدم القدرة على التفكير والإدارة السليمة القادرة على مواجهة التحديات الكبيرة أمام مصر والمنطقة العربية، وأكبر دليل على ذلك؛ التخبط في مشهد التصويت لقرارين متضادين في الأمم المتحدة”، كما قالت
.
وأشارت ملك إلى أن “مصر تنكفئ ذاتيا تحت نير وثقل الأزمات الداخلية، وهو وضع هش وحرج ويجعلها أضعف فى الأداء، فيما ينحصر دورها الإقليمى ويتراجع، ولا بد أن تتم المكاشفة بمواجهة الأزمات الداخلية والخارجية، وعدم تجاهل الأزمة السياسية
“.

 

هذه هي سياسة السيسي الخارجية.. إلى أين يأخذ مصر؟