التخطي إلى المحتوى

_محمد المياحي


معركتك يا صالح مع أبناءِ الريف الذين أهدرت وجودهم منذُ عشرات السنين، معركتك مع الفلاحيين وأبنائهم، معركتك مع القرى والأبار، معركتك مع السواحلِ والبحار، معركتك مع المُدنِ الحزينة والصحاري العارية، معركتك مع الأجيال كلّ الاجيال، مع بايعِ الآيسكريم القادم من ريمة ومع طالبِ المدرسة الذي لا يجدُ ثمن كرّاسة وقلم، معركتك مع التأريخ المكشوف للانسان الحديث، مع جيل الفضاءات الحرّة وشباب الزمن العنيد، معركتك مع المسرح والجامعة والسينما والمسجد مع كلّ شيء حيّ كان أو جماد، معركتك مع الحقّ والخير والجمال وكلّ القيم الوجودية الكُبرى في الحياة، ولا أظُنك تفلت هذه المرة من نارِ الحرية المجنونة لكلّ هذه الشعب الجبّار الذي سيلاحقك حتى أخر ثانية لك في هذا الوجود..!

يُريد صالح بخبثٍ واضح تحريف وجه المعركة المفصلية معه، يودّ هذا اللعينُ أن يقولَ لنا أن معركته هي مع الاصلاحِ فقط، يهدفُ هذا اللص إلى تفتيت جبهة الشعب وتصوير المواجهة الشعبية مع طغيانه على أنها مواجهة مع فصيلٍ معين فحسب، وبصرف النظر عن الثِقل التأريخي لهذا الفصيل، فيظلّ مجرد مكون أصيل من فصائل الشعب يصطف على الدوامِ مع شركائه لخوضِ منازلتهم التأريخية الحاسمة مع هذا الرجلُ الباغي حتى انجاز هدف التحرير النهائي للبلد…!

حالة التضامن الشعبي مع الاصلاح كانت ردّا جماهيريا ًعفوياً يكشف حالة اليقظة الشعبية لمحاولات العبد التعيس تزييف وجه المعركة معه، فجأة داس كلّ المثقفين على انتماءاتهم وانتصبوا يدافعون عن رفيقهم في الكفاح ، ركنوا ملاحظاتهم بعيدا وتصدوا لهذا المسخ المجذوم الذي يحاول تجريب لعبة الرقص على خصومة في الزمن الضائع ..

باتت كل أوراقك المتّخسة عارية أيّها اللص، ما من حيلة جديدة لك لا يفقهها الجمهور، كلّ شيء تحت مجهر الوعي، ومن الجيد أن تعفي نفسك من عناء الكدح الشقي هذا ، وسعيك المكشوف لممارسة هواية بلهاء كتلك التي دعوت لها البارحة..!

يجبُ علينا محاصرة العفريت بكل طيشٍ ووعي وجنون، لا يمكن لمناضل أن يدع شريكه فريسة لهذا الضبع الهزيل، لقد صار الرجلّ مجذوماً ويهذي بلا ذاكرة وعلينا أن نحرسُ بعضنا بيقظة من هذا الثعلب الذي يحاول تفتيتنا من جديد..!

معركتك يا صَالح : مع جيلِ الفِيسبوك العَنيد..!