11800250_10155912187330445_1982768308968002217_n

بقلم – بسيم الجناني

توقف سائق السيارة عند نقطة تم استحداثها مؤخراً أمام جامع الاسودي بالحديدة وهو ينظر للخيمة ليسمح له بالعبور أو التفتيش ، كان بداخلها فتى لايتجاوز عمره ١٢ عام وكان يحمل قشة من عصا ويلعب بها في فمه ، فقام حاملا سلاحه للخروج وتفتيش السيارة فشعر بحمل السلاح الثقيل قرر تركه جانباً وعلى عجالة حاول ارتداء جعب الرصاص وكانت قد وصلت سيارة أخرى وهم ينتظرون خروجه فلايسمح لأحد بالمرور إلا بعد السماح له وإلا فرصاصات الموت تلاحقه ، واستكمالاً للمشهد عند ارتداء الجعب شعر كذلك بثقل الحمل عليه فخفف الحمل بإخراج قشط الرصاص وتركها جانبا وبقيت الجعب خالية في حملها فهرول كطفل يتمايل كغيره من الاطفال حين يركضون ليقوم بتفتيش تلك السيارتين والسماح لهما بالمرور كان حينها كل من شاهد المنظر يضحكون بألم وسخرية.

هذا المشهد ليس مبالغة أو إفتراء وانما حقيقة ، فأطفال تهامة اليوم يجندون لأجل الموت لاغيره ، أجبروا أن يتركوا خلفهم كل مايمكن أن يفعلوه بمثل هذا السن مع اصدقائهم ورفاقهم من لعب ومرح وتعليم ، لايعرفون كيف ومتى وأين وصلوا لهذه النقطة او تلك الجبهة ، فهو إما أن يكون قد ضحك على أسرته شيخ قبيلة أو عاقل قرية أو نافذ وزين لهم الأمر بالجنة ، وآخرين قدموا أبنائهم تحت تهديد وابتزاز وهذه حالة تعيشها تهامة منذ سنوات وأغلبهم قدم أبنائه تحت مسمى الجهاد خشية من ردة فعل المليشيات في حال رفض رب الأسرة.

وربما كثير منكم رأى وشاهد مثل هذه المشاهد في النقاط والجولات التي نصبتها مؤخراً مليشيات الحوثي في تهامة على امتداد مديرياتها واصبحوا بواجهة أي عمليات للمقاومة فيما تختبئ الفئران ممن يوصفون بالقيادات في جحور وغرف مستشفيات وسكنات خاصة وفلل وكل مكان يبعد عنهم الأنظار ويقتاتون من مردودات السوق السوداء وسرقة الأموال تحت غطاء المجهود الحربي.

بالمقابل يواصل مشائخ تهامة من اتباع المخلوع وبوتيرة عالية التجنيد والدعم وزج اطفال وشباب تهامة للموت والتهلكة وتقديمهم قرباناً للسيء والمخلوع.

الصورة لطفل في إحدى النقاط التي تتمركز بها مليشيات الحوثي بمدينة الحديدة وبالتحديد اسفل النصب التذكاري لحديقة الشعب ، التقطها قبل عدة أشهر المصور علي أبو الحياء.