عبدالرحمن برمانبقلم – عبد الرحمن برمان

ربما تجيد جماعة الحوثي بعض الفنون العسكرية لكنها أقل من الحجم الذي ظهرت عليه في الحروب الأخيرة فمن المؤكد أن هناك عوامل ساعدت الحوثيين في السيطرة على ع مران وصنعاء وعدد من المحافظات أهمها دعم علي صالح الذي دعمهم بآلاف المقاتلين من الحرس الجمهوري وساهم في تسهيل سيطرتهم على المعسكرات
حجم الحوثيين الحقيقي ظهر في حرب دماج والجوف وقيفة رداع
ربما يمتلك الحوثي خبرات فنية في التفجير والاختطاف ومن المؤكد أن الحوثيين يمتلكون آلة إعلامية رهيبة لا تستند إلى أي قيم أخلاقية لذالك تمارس الكذب ليل نهار دون حيا
وربما تمتلك الجماعة مليشيات مسلحة تمارس الغطرسة والنهب والسرقة وبطرق فنية تشرعن لكل ذالك
لكن الجماعة لا تمتلك أي رؤية سياسية أو وطنية وما تقوم به الجماعة الآن من انفراد بالسلطة وسيطرة كامله على مؤسسات الدولة وإقصاء لكل التيارات والكفاءات الوطنية واليوم تخرج الجماعة علينا بما تسميه عبثا إعلان دستوري في محاولة يائسة لشرعنة كل الجرائم التى ارتكبتها منذ دماج حتى اليوم
كيف لمليشيات مسلحة خرجت على الإجماع الوطني ومارست القتل والنهب ونسف البيوت والمساجد ونهب كل ما تجده أمامها
كيف لمليشيات مسلحة تعتمد علي البندقية والعنف وسيلة وحيدة لتنفيذ ماربها أن تتحدث عن إعلان دستوري
كيف لمليشيات تستخدم الاختطاف والضرب والتهديد والملاحقة لشرفاء الوطن ممن يعارضون ممارساتها الغير مشروعة وسيلة لتكميم أفواههم
كيف لجماعة تستعد لإعلان دستوري وهي تفقد السيطرة على 5 أقاليم من اصل 6 في خطوة من المؤكد أنها تتجه بالوطن للتمزق والتشطير
لا يفقه الحوثيون أبجديات الإعلان الدستوري ولا أبجديات السياسة ويفتقدون للروح الوطنية
لم يسبق لأي فصيل أو جماعة مسلحة أن أعلنت ما يسمى بالإعلان الدستوري إعلان الدستوري
ماهو الإعلان الدستوري ومتى تلجأ البلدان إليه ومن يحق له إصداره
بأختصار شديد الإعلان الدستوري هو حالة دستورية استثنائية او دستور مصغر يصدر فى حالات الثورات والاوضاع الاستثنائية التى تسقط فيها الدساتير .
من له الحق فى اصدار اعلان دستورى ؟
الجهه الوحيدة التى لها الحق فى اصدار الاعلان الدستورى هى السلطة التى تحكم البلاد بوضع استثنائى وتكتسب شرعيتها اما من ثورة او من انقلاب عسكرى وفى هذة الحالة تستحوذ على كافه السلطات فى البلاد بشرعية الثورة او شرعية الانقلاب العسكرى
من خلال ما سبق يتضح لنا أن شرعية الثورة وشرعية الانقلاب هما من يلجأن الي إصدار الإعلان الدستوري وعند بعض الفقهاء رئيس الدولة المنتخب بعد أدائه لليمين الدستورية
ولو طبقنا الوضع في اليمن على ماذكرنا لوجدنا أن ما حدث في اليمن لا يمكن أن يقال عليه انقلاب لأن الانقلاب عادة يقوم به الجيش للاستيلاء على السلطة ولا يمكن أن نقول عليه ثورة لأن ما تقوم به أي جماعة مسلحة من أعمال مخالفة للدستور والقانون تهدد الوحدة الوطنية وتهدد الإنسان في حياته وأمنه واستقراره
مهما صنع الحوثيون لن يستطيعوا أن يفرضوا أي شرعية على اليمنيين دستورية أو شرعية القوة وفرض الأمر الواقع وكل ما أستطيع أن أقوله أن الحوثيون ينتحرون سياسيا ويزجون بالبلاد في نفق مسدود سيكون الخاسر الأكبر من الوضع الراهن الحوثيون أنفسهم
توقفت عن إكمال هذا المقال لاستمع لما يسمى بالإعلان الدستوري واذهلت لركاكة الصياغة وتناقض الإعلان مع بعضه البعض
ويكفي أن الإعلان جعل مخرجات الحوار التي ينص على تجريد جماعة الحوثي من السلاح وإعادة سلاح الدولة وإلى إتفاق السلم والشراكة الذي يلزم الجماعة بتسليم المواقع التي استولت عليها بصنعاء أبقى على الدستور بما لا يتعارض مع الإعلان الدستوري أي أن الإعلان الصادر من جماعة مسلحة أعلى مرتبه من الدستور الذي توافقت على مسودة أغلب القوى السياسية ووافق عليه الشعب في استفتاء شعبي عام فارادة الجماعة فوق إرادة الشعب
لم يحدد مزعوم الإعلان كيف سيتم تعيين إلى 500 عضو في المجلس الوطني ولم يحدد مدة العمل بالإعلان مما يؤكد أن الجماعة لا ترغب في إجراء انتخابات نيابية أو رئاسية
أعضاء المجلس الوطني أكثر من 500 كم ستتحمل الميزانية الفارغة للدولة
وأخيرا كيف سيتعامل الحوثيون مع 5 أقاليم ترفض سلطتهم وقراراتهم
المحامي عبدالرحمن برمان