يحيى الاحمديبقلم – يحيى الاحمدي

مساء الحادي عشر من فبراير من العام 2015وفي تمام الثامنة مساء كان عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي يلقي خطابا ظاهره الاحتفاء بثورة 11فبراير وباطنه النيل منها والتنكر لها والاجهاز على أهدافها…
تحدث عمدة مران وأرعد وأزبد باسم الشعب العظيم في حين كان أفراد مليشياته يشحنون بنادقهم لمواجهة الشعب ويتوزعون الأدوار والذخائر للحد من تحركات المسيرات التواقة للاحتفاء بثورة غدر بها الحوثي نفسه.
وما ان بزغ فجر يوم الذكرى الرابعة لثورة فبراير حتى جاء رد الشعب مزلزلا وخرج ثوار 11فبراير كالأمواج المتلاطمة من كل حدب وصوب يهتفون لثورتهم ويعيدون لها اعتبارها في استفتاء شعبي لم يسبق له مثيلا لتكون نتائج التصويت.. نعم لثورة الشباب لا للفكر الحوثي وكل مانتج عنه من كوارث وويلات وخراب ودمار..
كان الشعب العظيم في مختلف الساحات والميادين يرد على الخطاب ويهتف في وجه عبدالملك: لست الشعب ولاتمثله..
توحد اليمنيون وأجمعوا على رفض الحوثي فكرا وسلوكا وممارسة في حين بقي الحوثيون في مجموعات صغيرة تفترش القنابل اليدوية وتلتحف الرصاص..
بدا الحوثيون يوم 11فبراير كما لو أنهم جنود الاحتلال في يوم القدس أو في ليلة القدر على مداخل بيت المقدس يمنعون الثوار من اداء شعائرهم الثورية…
لم يستفد الحوثيون من كل الفرص التي أتيحت لهم كي يكونوا مواطنين صالحين ولم تكن ثورة الشباب كافية لأن تجعل منهم بشرا قابلا للتعايش ..
فأبوا إلا أن يكونوا مدججين باﻷسلحة المأخوذة غصبا وخيانة ..
حاول الساسة أن يجعلوا من هؤلاء شركاء في العمل السياسي والنضالي لكنهم فشلوا في جرهم إلى مربع السلمية والحرية والمواطنة المتساوية فسرعان ماعاد السياسيون إلى أحضان الشعب وميادين الشرف والبطولة والتحموا بالجماهير وبقي الحوثيون في مواجهة شعب تزداد نقمته ويشتد غضبه على جماعة مراهقة اعتقدت أن الشعب يمكن بلعه بإعلان دستوري أو تطويعه بفوهة رشاش..
ما أظنك يا عبدالملك بعد اليوم ستتحدث باسم الشعب على الأقل حينما أدركت أن أحزابا مثل الإصلاح والاشتراكي والناصري والعدالة والرشاد والمؤتمر وغيرهم وكذا المستقلين وجميع أفراد الشعب اليمني شمالا وجنوبا يرفضون انقلابك على كل المواثيق والتعهدات والأعراف والتقاليد بل ويستنكرون اشد الاستنكار أن تتحدث باسمهم..
فقل لي- بربك- إذا كان هذا هو الشعب اليمني الذي حينما غيبته ونصبت نفسك بديلا عنه غادر سفراء دول العالم لأنهم لايعرفون شعبا سوى الذي يرفضك.. فمن أنت.. ومن هو شعبك إذا!!