قبائل مأرب

تلخص محافظة البيضاء مأساة جماعة الحوثي في زمن صعودها وصولا الى السلطة وتحكمها بالقرار الوطني للبلاد .
وتقطن محافظة البيضاء التي تشمل ضمن مداها الاداري مدينة رداع قبائل شرسة تنظر الى الحوثي بوصفه امتداد لحالة تاريخية مظلمة كان للقبيلة في البيضاء دورا محوريا في اسقاطها ؛ طمعا في ان تسود ثقافة اخرى وفكر مغاير يحمل اللون الوطني الذي لا يعكس الارادة الطبقية وآليات الهيمنة المتفردة على الحكم من قبل طرف واحد بعينه
.
ورغم ان مركز المحافظة سقط مؤخرا في ايدي جماعة الحوثي الا انه ليس هناك ما يشير الى قدرة الحوثيين في اخضاع المحافظة لنفوذهم السياسي والعسكري فقبل ليلة واحدة فقط كان العشرات من مسلحي جماعة الحوثي يسقطون بين قتيل وجريح واسير
.
بالإضافة الى خسائر كبيرة في المعدات والآليات العسكرية
..
حدث هذا في الوقت الذي كان الحوثي يزهو بحلم اقتراب الظفر بالبيضاء
.
اما رداع فلا تزال ” الشفرة ” التي عجز الحوثي عن فك رموزها بعد اشهر من خوض القتال ضد ابناءها وعلى الرغم من الاسناد الكبير الذي تلقته جماعة الحوثي من قوات الجيش والدرونز الامريكية الا ان الحوثي يفيق كل يوم على خسارات وهزائم جديدة بينما توثق الاحصائيات اكثر من ثلاثة الاف قتيل حوثي خلال المعارك الدائرة هناك
.
مأزق الحوثي في البيضاء اكبر من أن تستوعبه نخب صنعاء المنسحقة بفكرة الهزيمة والباحثة عن مخارج لجماعة الحوثي والتي ترى في لا وعيها انها ستمثل المخرج لها ايضا.

لا تراهن البيضاء سوى على بارودة قبيلي مهجوس بفكرة الكرامة والشرف بينما ترى نخب صنعاء ان عصا الحل السحرية في يد مبعوث دولي بمجرد ان وطأة اقدامه هذه البلاد تحول الى كومة خرائب وفوضى
.
ستنتصر بارودة البيضاء ولن تصحو نخب صنعاء من غفلة الخديعة ، انه قدر اليمن الحزين الذي لا تجمله سوى بوارق انتصار قادم من قلب المعارك الشريفة في محافظات رفضت ان تتشرب خديعة السياسة واستنفرت في داخلها ضمير الحرية وقيم الكرامة والحمية الوطنية ثم قررت خوض المواجهة دون الوقوف على عتبات الاحتمالات
.
الاحتمالات التي لا يعني الوقوف امامها الان سوى منح فرصة لتفشي سموم الهزيمة في الاذهان والعقول وصولا الى استنساخ نموذج مطابق لنخب صنعاء التي تدفع ثمن تخاذلها حصار وتركيع ..وسيل من الاهانات اليومية
!