بقلم / عمر سلام النهاري 15 / مارس / 2015م

179495_10150102233024415_6649982_n (1)

أضَلَّ الشعرُ معناهُ وتاهَ بدربِهِ الأخضرْ

فأيُّ مشاعرٍ تَحكي مُحيا حسنِها الأنضَرْ

وأيُّ قصيدةٍ تسمو لقدرِ جبينِها الأسمرْ

ونورُ الضحكةِ البيضا ءِ مِن ثغرِ الرضا تفتَرّ

وكُلُّ حروفِ إلهامي أمامَ عطائها أصغَرْ

وكُلُّ دروبِ أحلامي بسهمِ دعائها تُعبَرْ

وكُلُّ جراحِ آلامي لديها قَطُّ لا تُذْكَرْ

وعيناها سنا أملي وعالمُ حُبِّيَ الأكبَرْ

وكفّاها ورقَّتُها سحابٌ بالندى أمطَرْ

وخَدّاها فديتهما وحِمْلُ الدّهرِ قد أثَّرْ

لأجلي كُلُّ ما لاقتْ رأتني خيرَ مستثمَرْ

جبينُ كفاحِها يندى وعينُ حنانِها تسهَرْ

وقلبُ حنينِها يبكي إذا حُلمي الجميلُ اصفرّ

على جرحِ العَنا مَدَّتْ لدربِ سعادتي مرمَرْ

ومن أنداءِ طيبتِها ربيعُ الحُبِّ بي أزهَرْ

ومن أنوارِ حكمتِها توارى عن طريقي الشَّرّ

ومن أمزانِ دعوتِها أعيشُ كأنني قيصرْ

كثيراً أكرمت أمي فعشتُ أحبُّها أكثرْ

فقبلَ الجوعِ ترعاني وتسقي لهفتي كوثَرْ

تُحِسُّ بنبضِ أوجاعي وسِرِّي عندَها يُخفَرْ

شموخي يقهرُ الدنيا وصبري عندَها يُقهَرْ

يزيدُ العمرُ في صغري لديها كلَّما أكبرْ

ونجمُ مطامحي يدنو لألقى بِشرها أسفَرْ

وتأخذُني حكاياها لعالمِ أمسِها الأندَرْ

حياةٌ لا كعالمِنا فمعدنُ أهلِها جوهَرْ

وأحوالٌ وأوجاعٌ يضيقُ بوسعها الدفترْ

وصبرٌ هشَّ من أجلي وإيثارٌ بهِ تؤثَرْ

تُذيبُ القلبَ تحناناً وثغرُ مشاعري يسكَرْ

اذا احتضنت تَجمُّعَنا رأينا وجهها استبشَرْ

تُديرُ العينَ حانيةً ونفحَةُ حُبِّها تُنشَرْ

عن الكُبرى تسائلُنا عن النائي ، عن الأصغَرْ

وصحةِ أختيَ الوسطى وعني عن أخي الأكبرْ

حديثَ ( الراديو ) تَحكي بما أفتى ، بما ذَكَّرْ

وفي الكفَّين مسبحةٌ بذكر الله ِ لا تفترْ

على ( السبعين ) ما اتّكأَتْ وأعوامَ العَنا تَقهَرْ

فكفَّاها هُنا تَطهو وطعمُ كؤوسِها سُكَّرْ

وإن كانت مُقَدَّرةً تُطاعُ بكلِّ ما تؤمَرْ

ورجلاها فديتُهما وطولُ العُمرِ قد أثَّرْ

تحُثُّ خطاهُما سبقاً لحادي ( جُمعةٍ ) كَبَّرْ

وفي ( رمضان ) تستبقُ الـــ ــنِساءَ بهِمّةٍ تُذكَرْ

دُعاها لم يَغِبْ يوماً يداها المسكُ والعنبَرْ

حبيبةُ أهلِها طُراً ومِن جيرانِها تُشكَرْ

من الأوجاعِ نفديها ونفزَعُ إن عناءٌ مَرّ

ويغدو عمرُنا قلقاً عليها خوفُنا استعمَرْ

وإن جارت ليالينا ومنا واحدٌ قَصّرْ

يعودُ البِشْرُ فيّاضاً وماضي حُزنِنا يُطمَرْ

تنازَعْنا محَبّتَها وكُلٌّ بِرَّها استشعَرْ

وكُلُّ ابنٍ وغاليةٍ يقول : تحبني أكثر!!