التخطي إلى المحتوى

نـــص مشــترك للشــعراء:
حمود الجائفي عبد الإله الشميري قاصدالكحلاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتســــاقط الانثــــى شـــــــموعا11121793_639160639549854_1137191265948822320_n
شمعك المسجورُ لا تهواهُ آفاتُ الجنون ولاترى فيه اقتباسَ النور في ملكوتها المنحط في ردم تهاوى فيه عرشُ الشمع ،لاتبكيه سيّدة تُلملمُ سحرَها الآتي ليأتي سحرُ سيّدها القديم تناوشُ الأزهارَ رقّتَها ليحجـُبها القرارُ،الوقتُ ، تنأى عن مكاني نحو ما وضعته آفاقُ البحار وداخ في جنباته ضوءُ الفنار0

إلى متى تتساقط الأنثى شموعا00لايغادرُحجرَها أنوارُ من سقطوا حيارى في مداد الضوء واعتنقوا شراهـَتَها التي تنسلّ في أعماقنا حتى تجفّ مدائنُ الذكرى ويسقط في أزقّتها الجحيم؟!

إلى اخضرارالثلج في خصرالشموع،إلى التراويح الأخيرة في تبتّل شمعة خضراء في صدر الغريق لعلّ شيخ الشمع يَخرُج من تبتّله يصافحُ بـَوحَها العاجيّ يمسح بازرقــاق زجاجها العذريّ ليـلـَكَ حزنها،ويشـــدّ من عزماتها الصغرى ويطلق أسرها0

(هل غادرالشعراء من مترد م؟!)*1* إلاّ وتهجسُ في دفاترهم زليخا : شمعة لونيّة الرغبات تَفتح للرّماة كتابها0منذ الأساطير القديمة لامريء القيس الـــ تورّطَ َيوم دارة جلجل ،وإلى “الشخابيط”الخجولة فوق جدران المدارس لاصطياد الطالبات،إلى المواعيد الجميلة في مقاهي”النّتّ” حيث توجّسات” الباسَوورد”،إلى صهيل البوح عطرا في دماغ الهاتف النـّقّال ، منذ تجلـّيَات “الشّفرة”الأولى لأوّل عـا شـــق في العالمين إلى بيوت”السينماء”إلى”التّخاوص” عبر”طاقات” البيوت،إلى اللقاءات الحميمة في الزّقاق،إلى (زقاق القبّتين وما يطلّ على الزّقاق)*2*إلى انكسارات الرفاق إذا استقامت في سجنجلهم زليخا:تفسد الماء الصديق وتكسر القلب الأنيق وتفتح الدّرب الحريق،تقد ّثوبَ الدهر،تَدخُلُهُ حمودالجائفي بلاهويّات وتعبر دون تذكرة ولا قلب رحيـم فوق رأس( نبيـّكم) هذا وتخرج في ( نبـيّ ) آخــر0

حتى يصيح (نبـيّنا) المهزوم: ويـكَ ، إلى متى تتساقط الأنثى شموعا؟!!

ــ إلى أن نستفيق،إلى انتهاء مواجع الأصحاب،تجفيف الجروح على حبا ل السلم،تجميع الشخوص من الرواية،منح ثلج الليل نستلة الحريق،تَوَشّح الطرقات بالورد الدّنان،توّسع “الصندوق”للأمم البعــيدة قرب دائرة المسيح،أفول إله “منهاتن”،صعود مؤشر الإخلاص،رفع الجاهزيّة في الفؤاد الرّخو000، سوف تظل”أنثى الماء”ساقطة شموعا:شمعة للقلب يقفز في فيافيها غزالا،شمعة للروح تسكن في حناياها ظلالا،شمعة للضوء يسري في بيارقها مآلا،شمعة أو شمعتين لما نريد ولا نريد وليس نجعله محالا0يا(نبــيّ) بياتنا المنفيّ فيك:إلى متى تتساقط الأنثى شموعا؟!!

ــ إلى أن نستفيق ،إلى الصباحات القرنفل 00تارة بالفستق الجبلي ترفل بالغواية،تارة أخرى بهاء،ثم تَخرُج مريمُ العذراءُ من بين الشموع نبوءة في كل أنثى لاتسمّن حلمتيها لليالي الحمرحتى تأ كل الدنيا بثديـيها ولاتغشى الكباريه الرخيصة ،لاتجـرّ ذو يـولََها من مطلع الإسفين حتى تنتهي أطلال أنثى في عيون الأخــريات،تشـع ّضـوءاثاقبا،عزفا نقيّــا،ثورة لزنابق الأسحار،بوحا سرمديا طازجا يتخطّف النعناعُ روعتَه ويستلقي مليّا0

لايَضيع بها ؤها في طين من رَحَـلـُواولا تـَرقى مقامَ الغيم إسفافا لتحـرقَ ماءَها إلاَّ ّكما يــَرقى مقامَ الغيم في جبل” العروس” ثلاثة ُ الشعراء،يختصرون نافلة المدى ويروّضون خرائط الجغرافيا،لكأنّ في أقصى “شمير””معرّة ُالنعمان” تخصف نعلها،لكأنّ هذاالشّد و يَخرُج من قصور “القيروان”إلى “بلاد الرافدين” إلى ضفاف “الجنّتين” يطوفهاكالهدهد السّبئي بالنبأاليقين،كأنّ “ذايزن”يضاجع مُكرَها نارَالمجوس ،كأنّه يستعرض التاريخَ يزحف من هنا ويضيع كُرها في الأقاصي،يستعيدغناء صبـوته القديم:إلى متى تتساقط الأنثى شموعا؟!! ثم يغرق في الغناءفتعبرالأكوان ُوالأزمان،تعبركل مملكة تهاوت قبل يُكملُ ظلّهاالمغدورَ خيطُ الشمس،يعبرفيلق الشعراءو”الأقيال”يعبرهاإله الشمس،يعبرهاالرجال الأنبياء ويعبرالرّهبان أفواجا ويغرق في الغناء إلى الحضارات القديمة والشموع الخالدات ،إلى التّوَهُّج في رواق “الإتحاد”*3* إلى “هدى أبلان”*4*في “نصف انحناءة*5*”قبل يعتنق “السلامي”*6* مذهب التجديد قبل تَرَاشُق الفرقاء سهوا بالمياه على التذاكروالقراءات الرتيبة قبل يسقط فجأة”عبدالرقيب”*7*أمام رفّـَّة طفلة لاتشتهيه ثم يذكرفجأة أخرى حبيبا يحفظ القرآن يقبضه صبابات ويرسله حزينا0

مثلماسقطت على بوّابة العشاق مسبحة سَتَسقُطُ في يديه جهنمَ الكبرى إذاماكان فوق لسانها نثرامقفّى،أويكون على يد يها لونَهاالمطلوب ،ياقمراأضاءت منك أنجمها وصارت تحت أدمعهابخاراأغلَقَََ الدنيا عليك وكنتَ أقرب من زعيم عندها،لن تضغط”الريديل”ثانية لكيلا تستعيدَ بكاءك الماضي بأقراص الغواية ،مثلماوَقَفَت على بوّابة الإدمان أرصدة00سَتَسقُط في يديك مفازة عظمى وتفتقدالدراية بالعبور،هناك بين ضياعك المبثوث تسقط في يديك جهنماأخرى0

فنسقط في بلاط شموعهاأوسا ونسقط خزرجا،نرتادهاعقلا حداثيا،نسلّمها مقاليدالسياسة والرجال وكل أسرارالحروب إذانَـدُ قّ طبولـَها نمشي الهوينا في جما جمنا وفي أشلائنا،نمشي على استعلاء،نشرب نخب قتلانا فيسقط مجدُناالعربي ريشا في حقائب”كونداليزارَيس” نستمني على استحياء من تيه الرصاص إذاتعقـَب َ أهلـَنا الأسرى فأخطأهم،ونسري في عنــاية أمـّنا”امريكا”حماما!نشرب الكولا نذ وق شطائر البيتزا،نكافح دودة التقليد،نجمع ماتكلّس من ثراء في البنوك ومن أثاث قصورنا،من عائدات النفط والغاز المسال ومن عقول راسيات لالأطفال الحجارة!!للنساءالشقريطبخن القرارات العظيمة في مسارح “هوليود”،لنشوة النصر المُطهّم عندكل فياجرا،للموت فوق نهودهنّ،ولانتخابات الرئيس لحزبه السامي وللبيت المقضَّض بالبياض،لشهوة” المارنز”تطفيء ثورة الإرهاب في بغداد والقدس الشريف0

تتساقط الأنثى شموعا في العراق فيستطيل الضوء حتى تفهق الدنيا افتـتانا،ثم يسقـط ،ثم تسقط زهرةُ الأكوان،تسقط سورة ُ الإنسان،يسقط خلفها” صـــــدّام” مشنوقا بماء الأقربين وتسقط الأيام،يبكي النخل في “جيكور” حين يشاهد السيّابَ يخرج من مشاش النخل مشلولا يحـد ّقُ في الرياح(لعلّ روحا في الرياح)*8*ستقرع الباب الغريب وليس إلاّ الإخوة الأعداء يصطرخون في “عشتار” حتى تأ كل الحمى ظفائرها فـتسقط في مخالب”سربروس”*9*فيورق الصبَّارُ في سفرالملاذ وتنحني أيامُ بابل عن حضورالضوء في مكنون آيات البهاء ويستوي النّهران ألغاما،يهز الماء مكتنزُ الحنين،فكل أنثى في مدار وميضها شَرَك يهيل على البريء ضراوة الإسمنت،ينقل مهده لـ”أبو غريب”فتسقط الأنثى شموعا في المدارولامدار”لآل ياسر” في الطريق،وتسقط الأنثى لأنّ البابَ أوّلُ من يضيق ولاأخ لأخيه إلا ّفي الزحام على الوريثة،ينسجون شموعهم طللا لبيروت الجريحة ،يدفنون ظلالهم في الأبعدين ويستوون على مسافة طلقة عبسا وذبيانا فينتحر ون قبل تـَنَسّـُك القدّيس في محراب أوبته ويقتسمون فاجعة المدائح بالدماء متوّجين بكل (أخضرلايلين ،وكل أبيض لايبين)*10 *وكل أشجارالبراري ضائعات في الطريق إلى خطيئة آدم أولى تلوّح للغريب: هنااستقال الضوءُ حين تفاقَمَ المارون في عتبات معترك الخطيئة ،هاهنا سقطت إناثُ الماء شمعا في خيال المعمعات ،هنا تنسّك فا سق الدعوات في دوّامة الفوضى وأسقط في النعاس شعارَهُ الأنقى ليوم لا يجيء0

تتساقط الأنثى شموعا ثم نسقط ثم تطلع في طفولتنا شموسـا بضّة بالخوف يوم تمصّناالأسقـام في المهدالحليب،تسيل إشعاعا إلهيا وماسـا كـستنـائـيَّا،تُـعوّذُنـا صغارامن فجاءات الشـتاء إذا استقرّالليلُ في أحشائه غولا وسال ملاريـــا،ومن الظهيرة واحتقان الشمس إن تاهت كثيرابين خدّيها فكانت جمرتين،من التهاب اللوزتين،ومن حصان البرد،من قمر السّعال إذاتكسّرفي حناجرناوجلّط ماءها0

تتساقط الأنثى شموعا كي نظل على الأرائك مسرجين صَلاتـَنالسعادة نقتاتها من وجه أنثى كالضياء،نضيع في الموّال ،شمعـتُـنا تمـدّ خصــالـَها لخـد ود من تعبت أناملُهم،تربّـتُ فوق كتف الدمع:يانهراتمد ّد بـيننـا فأ سـالنـا ليـنا،وياورقا كخـيط العمر يطوي صفحة الأحلام مدّ صخورنـاليـنا،فهذاالليــلُ أفصـحُ من حوار عيوننا وسنـابلُ الياقـوت لامعة بأجفان الضحى،”ياقلب لا تحزن”فشمعتك اليتيمة سوف تُسقط من “سماوتــ”ها إناثا،كل أنثى في مداربها شموع،كل شمع ليس يذ بل حين نسقيه ببابل والد ماء، فكيف لا تتساقط الأنثى شموعا؟!!والشموعُ حمائمُ الشوق البريء،أصابعُ الوله المعتّق،رفرفات الوجد،زقزقة الصباح على خواطرمهجة الذكرى،بيادر ماتناثرمن هطول الليل،ساقية الصباياالممطرات،يجئن من أقصى البداوة كي يبدّدنَ الغشاءَ عن الحكاية في بكورالمزن،يسألن النسيم عن المياه العذبة الشّهقات حين تفرّمن غررالنزيف إلى ارتواء الشمع من ذوبانها0

هل أَفلََـَحَت أنثى وقد مازجتَها شبقا وجـَفّفتَ الطراوة من تكدّ سها وأنقذتَ التراب من الجفـاف؟!!فهل” ستجرح صومها”تلك التي نبتت شآبيب الغرام بجذعها،تفاحة الرغبات، نبض ملــذّة الإسفنج،منتجــع اشتهائك كلّه؟!!

تتساقط الأنثى شموعا،ثم نسقط عند سرّتها وفخذ يهاأبـابيـلا،خيـولا لاخـَلا َق لها،شعوبـاغــيرآيـلة،قبائـل غيرآهلة000نوثــّقُ ماءنا الجـنسيّ في الطلل الرخام،نجـسّ نبضَ الكهرباء،حرارة َالصلصال بالصلصال،شكل َحنيننا الخلويّ ،أنباءَ البخور وعنبريات الخضاب،حرائقَ الحناء في شهقاتنا الغبراء،نهمــي: غيمتين00 قصيدتين من الزّجاج،ونستحمّ ببعضنا الشّمعيّ ،نرصد نقطة السـّر المُثَلَّج في فحولـتنا ونـَنصـُبـُنـَا على التأنيث شيئا باذخـــا0

تتساقط الأنثى على الشعراء:أرواحا تكهربهم،تمغنطهم أحاسيساونصّــاواحــدا،ترخي المقامات السنيّة نحوهم وتؤزُّهُم أزَّأ كهذين (النبيين) اللذين يحلّقان الآن في هذا المداديُقلّبان دفاترَالأسرارفي عينيهمايتبخّران إلى السموات العُلَى فيلامسـان زجــاجَ عرش الله، يشتعلان،يشتعلان،يشتعلان نصــــــــا واحـــــداويعانقان النار والنوارينتبذان ركنا من خيال الشمع شرقيّاوينفجران في التابوه والجسد المُرَصَّع بالرُّمُوز ويغسلان كليهما