التخطي إلى المحتوى

1256530_10200905975131264_1095653739706813907_n

بقلم – عماد زيد 

الصبح هو الصبح
ليس هناك تعريف آخر للصبح سوى رؤيتنا للأشياء التي أخفاها الليل عنا.
أتعرفون لماذا نغمض أجفاننا ليلاً.. لأخفاء أعيننا عنه.
مثلما يختلس الليل ملامح الأشياء.. نستعيدها حلماً.
(١)
الليل.. يدس التثاؤب قبل الغروب بأفواهنا
كي يغيض النهار.
وحيناً إذا ما أتى الفجر في موعدٍ..
نرى الليل يأخذ ما دسه
حين نرفع أيدينا ناظرين إلى الضوء من شرفة
للفضاء..
نقول السلام علينا
صباح التحايا
ونخرج في رفقة جهة السوق نشريْ الذي خبئ الليل من حاجةٍ..
نرص الخطأ
عائدين بأكياس سوقٍ بها بسمة للصغار.
(٢)
النهار عريضٌ كعادته
تراه إذا ما أردت على صفحة الماء يزهو بأبعاده
كلما حركت نسمة بوحها..
النهار صريحٌ فصيحٌ لا يخبئ لوناً علينا..
ويذهب بالضحك طولاً إذا ما نقول رأيناه..
نرى ما تخبئ ليلاً ..
نرانا
نرى كل شيء إذا ما أتى
ويوم قريب سيأتي سنرقبه
سنرقب لون المجيء
سنرسم في صفحة الماء وجه النهار
ونودعها سرهُ.
(٣)
سوف أكذب حين أقول النهار غريق بأشيائنا
نحن غرقى به..
مثلما نرقب النجم في الليل
يرقبنا في النهار..
ما الذي سوف يحدث لو أن تلك المرايا
تعالت عن الصدق.
حين تخفي ملامحنا وتغني أين أنتم؟
ونحن على خلسة نتحسس أعيننا
نتحسس ما حمل الوجه منا..
نقول: هل صادر الليل أجسادنا بالنهار؟
ونرفع أصواتنا كي نراها.
ونقرأ في صوتها..
مقولة:
(عيناك آخر من تراك).

أحقاً بأنا جهلنا أنانا..
وما ذا الذي سوف يجري؟!!
إن جهلنا.!
وكيف لنا أن نرانا إذا ما نأتنا المرايا.
أنرجو وصالاً لنا في التراب
أم بماء الخليقة
أم ب(صحفة) ماءٍ
أم بما!!
أم نغني على بعدنا
كما غردت.. نخلة حين قالت:
بحثت عن الظل كيما أرى قامتي
بحثت كثيراً وكان به الليل وجدي.
فلما أفاق الصباح
كان ظلي بعيداً
فأقسمت نصف النهار استعادته
بذلت كثيراً لأخفيه
ولما تأكدت من قدرتي
تعصى عليّ
وراح يصير بعيداً كلما باعد الوقت بيني وبين الظهيرة.
لقد كان عني بعيداً إلى أن أتى الليل.
نهدةٌ بقيت في حروف التي غردت:
” بحثت عن الظل كيما أرى قامتي”.
أتدرون من أين يأتِ المساء
من دمعةِ أمرأةٍ سُلِبت طفلها.
من قامة النخل
ومن نخلة في الحجاز.
(ب)
الليل هو الليل
ليس هناك تعريف آخر لليل سوى أننا لا نرى الأشياء فيه..
أتعرفون لماذا نشرع أعيننا في النهار كثيراً
لأخفاء أجفاننا عنه..
مثلما يستعيد النهار ملامح الأشياء.. نفقدها ليلاً!!

هل صادر الليل أجسادنا بالنهار؟