48c89eade263b5865d6d4d64b5cb0e26“الإخوان المسلمون جزء من الشعب، ومصيرهم في يده هو من يحدد طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه الجماعة”.. كانت هذه إجابة الرئيس عبدالفتاح السيسي ردًا على سؤال خاص بمصير الإخوان وكيف يرى دورهم في مستقبل مصر؟

وأضاف السيسى، في حواره مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أثناء زيارته للمملكة المتحدة، أن المئات من الذين حكم عليهم بالإعدام في القضايا المتعلقة بالإطاحة بمرسي لن تنفذ فيهم الأحكام إما لكونهم حوكموا غيابيا أو لأنهم سيستأنفون على الأحكام، الأمر الذي اعتبره مراقبون للأحداث تغيرًا في المواقف الذي يتبعها الرئيس ومحاولة منه لاستعطاف الإخوان المسلمين.

محمد سودان، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، اعتبر ما ذكره “السيسي” مجرد دعاية إعلامية لزوم زيارة بريطانيا يحاول من خلالها تنظيف نفسه من جرائمه النكراء ضد الإخوان ونفض غبار “الديكتاتورية” من فوق ملابسه قبيل دخوله بريطانيا الدولة العريقة ديمقراطيا، على حد قوله.

وأضاف سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب “الحرية والعدالة”، أن هذه الزيارة ستجلب العار والخراب لبريطانيا، وكذلك لكاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، المصر على إتمام الزيارة رغم النداءات العديدة من أعضاء البرلمان و السياسيين والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني و حقوق الإنسان لإلغاء هذه الزيارة- وفق قوله.

من جانبه استنكر أكرم كساب، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، تصريحات السيسي عن الإخوان، واصفًا إياها بـ”سهوكة سيساوية واستهلاك ونحنحة إعلامية”.

وأكد كساب لـ”المصريون” أن السيسي يقصد من وراء هذا الاستعطاف محاولة تغيير وجهه “القبيح” لدى أمريكا والدول الأوروبية، وكذلك محاولة لطمأنة الآخرين أثناء زيارته لبريطانيا.

أما الخبراء السياسيون فاعتبروا تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مجرد كلام دبلوماسي للتصدير الخارجي، نافين أن يكون الغرض من ورائه أي مصالحة أو نية للتفاهم، مشيرين إلى أن القوانين مازالت تجرم الإخوان وتحظرها.

وأكد حسن نافعة، الخبير السياسي، أن تصريحات السيسي الخاصة بأن جماعة الإخوان المسلمين جزء من الشعب، ليست جديدة، باعتبار أن الإخوان فعلا جزء من الشعب، ولا أحد يستطيع أن يصرح بغير ذلك، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي لم يطرح أي رؤية للمصالحة تاركا الأمر في يد الشعب ليقرر إذا كانت هناك فرصة ليعيده إلى صفوفه ويدمجه بين جنباته مرة أخرى. وأضاف نافعة لـ”المصريون” أن هناك حكمًا قضائيًا باعتبار الجماعة إرهابية ومحظورة ولم يتم اتخاذ أي قرارات لإلغاء هذا الحكم، ومازالت جماعة الإخوان إرهابية ومستبعدة من الحياة السياسية ولا يسمح لها بممارستها، أو المشاركة فيها.

من جانبه، أكد الدكتور سعيد صادق، خبير السياسة الدولية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استخدم سياسة “لكل مقام مقال”، مشيرا إلى أنه يخاطب شعب بريطانيا والذي لم يستطع إصدار قرار بأن جماعة الإخوان إرهابية ومحظورة وهو نفس الأسلوب الذي تعامل به السيسي في حواره، فهو يخاطب شعبًا آخر بلغة أخرى، لافتا إلى أنه “كلام دبلوماسي للتصدير فقط”.

وأضاف خبير السياسة الدولية، أنه لا نية للرئيس بإجراء مصالحة مع جماعة الإخوان حاليا أو في المستقبل، لافتًا إلى أن الأمر متروك للمواطنين ليحددوا نوع العلاقة مع الإخوان، مشيرا إلى أن الجماعة تدرك تماما أن الرئيس لا يقصد المصالحة بتصريحاته.