لم يكن الأيتام في قطاع غزة بمنأى عن تأثير الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض منذ ما لا يقل عن عشرة أعوام على غزة بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في العام 2006.

وساهمت الحروب والاجتياحات الإسرائيلية المتكررة في زيادة أعداد الأيتام في ظل ظروف استثنائية جعلت من الصعب جدا تقديم الرعاية الكاملة لهؤلاء, حيث يبلغ عددهم نحو عشرين ألف يتيم، 3366 منهم فقدوا الأم أو الأب أو الاثنين معا في الحروب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة.

وفي معهد الأمل لرعاية الأيتام, يحاول يوسف الشمباري العيش حياة طبيعية بعد أن فقد أمه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة, حيث لجأت أسرته لإحدى مدارس وكالة الغوث قبل أن تباغتهم الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف المكان، مما أدى لاستشهاد خمسة من بينهم والدته.

وقال الشمباري لـ “الإسلام اليوم” أنه تعرض لإصابة متوسطة في قدمه, لكن أخته منار التي تكبره بعام تعرضت لإصابة بالغة في قدميها أجريت لها على إثرها عملية بتر, وهكذا انتقل يوسف بعدها للعيش وحيدا في معهد الأمل بعد أن كان والده قد غادر الحياة قبل عدة سنوات.

يدرس الطفل في مدرسة قريبة من المعهد, ولا يجد العديد من الأقارب لزيارتهم في نهاية الأسبوع عندما يسمح له بالمغادرة للبيات ليلة خارج المعهد, ولكن يبقى الأمل بمستقبل أفضل أغلى الأمنيات التي يحتفظ بها الفتى ذو الأربعة عشر عاما والذي يقضي جل وقته في مذاكرة الدروس عله يحقق الدرجات العليا التي تمكنه من أن يصبح طبيبا عندما يكبر، كما يتمنى.

ولكن الشمباري ورفاقه في قسم الإيواء الخاص مهددون بخطر ضعف التمويل الذي يتهدد مستقبل معهد الأمل وجودة الخدمة التي يقدمها للأيتام, حيث يعتمد المعهد على الكفالات التي يقدمها أهل الخير في المجتمع المحلي, وبعض الدعم الذي يأتيهم من عدد من المؤسسات الأجنبية التي تساعد المعهد في التوسع.

ويوضح إياد المصري، المدير التنفيذي في معهد الأمل لـ “الإسلام اليوم” أن ضعف التمويل الحالي ناتج من الظروف المعيشية الصعبة في غزة والتي انعكست بدورها على قيمة الكفالات التي يقدمها الكفلاء للأيتام, كما أن جل التمويل الخارجي أصبح يتوجه لسوريا منذ ما لا يقل عن ثلاثة أعوام.

وتابع “للأسف فإن كل هذا المعوقات المالية انعكست على مستوى الخدمة التي نقدمها لأيتامنا, كما أنها أعاقت خطط التوسع التي كنا نريد تنفيذها لزيادة عدد أقسام الإيواء حتى نستوعب أعدادا أكبر من الأيتام في المستقبل”.

ويعيش في معهد الأمل ما لا يقل عن 140 يتيما, ولكن المعهد لا يستطيع قبول كل الحالات التي تتقدم له, حيث يحرص على قبول الأطفال الذين لا يجدون المكان الآمن والذين يكونون أكثر حاجة من غيرهم للحصول على خدمة الإيواء، بسبب ضعف الموارد المالية التي يعاني منها المعهد الآن.

المصدر :الاسلام اليوم