كتب : معتصم عبدالواحدالصداميمن يسير من

 

  • اذا اردنا أن نعرف من منهما يسير الآخر ببساطة علينا أن ننظر إلى نتائج كل الأحداث التي شهدتها البلاد منذ سقوط عمران وحتى اليوم ؟! ومن المستفيد الأول منها ؟!

هل صالح .. أم الحوثي ؟!

  • لعلنا نعلم أن أهداف صالح منذ سقوطه بفعل ثورة فبراير السلمية تمثلت في ..  1/ الانتقام من خصومه الذين ساندوا ثورة الشعب السلمية .. 2/ خلط الأوراق واثارة القلاقل في البلاد وافشال أي تسوية سياسية (من وراء ستار يجنبه تحمل المسئولية المباشرة ) وبما يؤدي إلى الحنق الشعبي من التغيير والترحم على أيام صالح (سلام الله على عفاش) وبما يمكنه من استعادة سلطة عائلته لتنقذ الوطن من الانهيار الذي صنعه بيديه ..
  • بينما يهدف عبدالملك الحوثي إلى استعادة الحكم الامامي الطائفي وإن بثوب جديد (ثوب الجمهورية الاسلامية والمرشد الأعلى ) .

فما الذي يحدث في على ارض الواقع :-

أولاً : – كان بإمكان الحوثي بعد ان أسقط صنعاء وسيطر على كل مؤسسات الدولة الهامة مدنية وعسكرية أن يحقق مكسباً شعبياً مهماً من خلال فرض بعض المسئولين الأقوياء في بعض الجهات الأمنية والسعي من خلالهم لضبط الأمن وايقاف الاعتداءات على النفط والكهرباء وضبط قطاع الطرق .. والضغط لتقديم بعض الفاسدين الكبار للقضاء .. وهكذا .. كانوا سيخطون خطوة هامة لنيل ثقة الناس في مصداقية ما يرددون من شعارات حول ايقاف العبث ومحاربة الفساد ..

لكنهم بدلاً من ذلك انتشروا في المحافظات وبدأوا الاحتكاك بالمواطنين .. مما زاد السخط الشعبي ضدهم .. وهذا ما أراده صالح بالضبط حين نثرهم في المحافظات لتستمر حالة الفوضى والإرباك التي يريدها من جهة .. وليسهل عليه التخلص منهم عند انتهاء حاجته اليهم وقد تشتت شملهم وزاد سخط الناس عليهم ..

تصوروا الانطباع الذي يتركه مجموعة من صبية الحوثي المسلحين حين يقتحمون مسجداً في تهامة بكل العنجهية ليرددوا صرختهم في ظل ازدراء الناس وسخريتهم ..

ثانياً :- لقد قال صالح في أحد اجتماعاته ببعض المشائخ الموالين له ان الحوثيين هم مجرد (كلاب ضالة) يؤدب بهم خصومه وهذا ما نراه مجسداً في أرض الواقع فالحوثيون لم يلاحقوا الفاسدين كما يدعون ولم يستهدفوا إلا خصوم صالح وخاصة من ثوار 2011 ..

  • االحوثيون يعتبرون علي محسن وحميد الأحمر أكبر أعدائهم لذلك فقد صادروا بيوتهم ونهبوا ممتلكاتهم وما زالوا يتتبعون كل ما يمت إليهما بصلة بالعدوان والسلب .. لاحظوا أن الشخصين (حميد ومحسن) هما أيضاً أشد خصوم صالح منذ ثورة 2011م , وإذا كان علي محسن قد قاد حروب صعدة بأمر من صالح .. فإن حميد الأحمر ليس له خصومة مباشرة مع الحوثيين بل يقول البعض اذا كان من أولاد الأحمر من ليس له علاقة بقتال الحوثيين فهو (حميد) .. ولكنها أجندة صالح وأنصار سيد مران مجرد أدوات للتنفيذ ..

ثالثاً :- حتى حين يستهدف الحوثي نشطاء الإصلاح وقياداته فهم يستهدفون أبرز المشاركين في ثورة 2011 ضد صالح بغض النظر عن مواقعهم القيادية في الاصلاح .. فكبار قيادات الاصلاح التي لم يكن لها دوراً ملحوظاً في الثورة ضد صالح لم يمسهم الحوثيون بسوء .. وهذا يؤكد أنهم ينفذون بوعي أو بدون وعي أجندة صالح ..

  • بل حتى حين يستهدفون بعض المؤتمرين والمستقلين فإنهم لا يستهدفون إلا المتمردين على صالح أمثال صخر الوجيه الذي تمرد على صالح من وقت مبكر وكان له دور مشهود في الثورة الشعبية السلمية .. والمضحك انهم لم يجدوا ما يبرروا نقمتهم من صخر إلا أنه (فاسد) تصوروا صخر الوحيه رمز النزاهة والوطنية (فاسد) و عفاش وأسرته من الابرار الأطهار في نظر أنصار الله .
  • كلما سبق يؤكد أن الحوثيين مجرد صرخات بحناجر أنصار صالح وشعارات معلقة على بنادق أتباعه كما يقول الأستاذ خالد الآنسي ..
  • أما ما يزعمونه من حرب على الفساد والارهاب فلم نر فاسداً حقيقياً يُمس بسوء .. بل ان الابتزاز والفساد بأبشع صوره هو ما يمارس مثل نهب البيوت والمعسكرات والمطاعم والشركات … إلخ , ومثل تجنيد وفرض تجنيد الآلاف على حساب ميزانية الشعب المنهكة الذي بشروه أنهم ثاروا رحمة به من آثار الجرعة ..
  • وأما الارهاب فقد تضاعف عدد المنضمين للقاعدة (حسب تصريحات الدكتور الإرياني) .. منذ سيطر الحوثيون على الوضع وحصل انصار الشريعه على بعض التعاطف الشعبي ..
  • بل ودخل الارهاب إلى مناطق كانت آمنة مطمئنة قبل وصول لجان الحوثيين الشعبية إليها كما هو الحال في الحديدة .. وهذا كله لا يخدم إلا أهداف صالح باستمرار القلاقل والفتن ..
  • وهكذا فإن السيد عبدالملك وجماعته مجرد خاتم صغير باصبع الثعلب الداهية (صالح) وحين يستغني عنهم ويحرق كرتهم فسيخلعهم كما يخلع جواربه .. وستستبدل شعاراتهم الملصقة على بنادق أتباعه بصورة (الحصان) وتتحول صرخاتهم إلى صهيل ,,
  • والأيام بيننا .. معتصم عبدالواحد الصدامي