Byv-eHvIQAAr_aaكتب – معتصم الصدامي 

– لو كانت النخبة اليمنية تقرأ التاريخ لما قبلت أن تنصب شخصاً قبل في بداية حياته العملية أن يكون حارساً شخصياً للمندوب السامي لدولة الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن ..
– وكانت اطروحته لنيل شهادة الماجستير حول تفكيك الجيوش كما عرفت مؤخراً ..
– وعاش ما يقرب من عشرين عاماً بمسمى نائب لصالح ,, لكنه لم يكن يمارس أياً من صلاحيات النائب بل كانت وظيفته الحقيقية ملطشة لصالح ومن حوله في مجالسهم و (مقايلهم) يمارسون عليه رغبتهم في السخرية والتنكيت .. و(الدنبوع) لا يحتج حتى بينه وبين نفسه .. بل يبتسم ابتسامته البلهاء مع كل سخرية وإهانة جديدة تنزل على قفاه العريض ..
– ولم يكن يدور بخلد شباب الثورة اليمنية (بحكم قلة خبرتهم) , وهم يقبلون المبادرة الخليجية على مضض لم يكن يدور بخلدهم أن هناك شخصاً مهما بلغ من السوء يمكن أن يدير البلاد بطريقة أسوء من طريقة (صالح).
– لكن الداهية صالح كان يدرك ما يقول وهو يتحدث عن اليد (الآمنة) التي سينقل إليها السلطة .. فهو يعرف هادي جيداً .. بل هو صنيعة يديه ..
– وها هي الأحداث اليوم تثبت لنا أن من عاش على الذلة والمهانة والتبعية , لايمكن أن يكون حراً أو يتخلص من روح العبودية حتى ولو تبوء أعلى المناصب وأتيحت له أعظم فرص التاريخ .. للخلاص والانعتاق ..
– وحقاً انها روح العبد تسكن القفص الصدري “لهادي” حسب تعبير الزميل مروان غفوري , فكلما أمعن الحوثيون في اهانة هادي واذلاله والاساءة إليه .. أمعن في الاذعان لهم والخضوع لتوجيهاتهم والإنبطاح لارادتهم ..
– فها هو (هادي) اليوم وبعد حملة شنها الحوثيون عليه واتهموه فيها بالفساد ودعم القاعدة وكل النقائص .. ها هو اليوم يعمد بلطجيتهم في تغيير بعض المحافظين بقرارات جمهورية ..
– وحتى حين يصدر وزير مختص في حكومته قراراً بأن كل الاجراءات التي اتخذها بعض أعضاء المجلس المحلي بالحديدة بسحب الثقة من الأستاذ المناضل / صخر الوجيه باطلة وغير قانونية فإن هادي يرمي بكل ذلك عرض الحائط ويسارع إلى تعميد هذه الاجراءات (الباطلة وغير القانونية ) بقرار جمهوري .. والمهم أن يرضى سيد مران ..
– كنت قد تحدثت في مقال سابق عن تحالف صالح مع الحوثيين .. وكيف امتطى ظهورهم ليحقق من خلالهم أجندته وينجز أهدافه ..
– لكن العكس هو ما حصل حين أراد هادي أن يسابق صالح للتحالف مع الحوثيين .. فقد انبطح لهم وأركبهم ظهره ليصنعوا به وبالبلد العجب العجاب .. وهذا هو الفرق بين دهاء صالح وغباء هادي ..
– نعم لقد سلم هادي للحوثيين .. جيشه .. وأمنه .. واعلامه .. ومؤسسات دولته .. وها هو اليوم يسلم لهم قراره وختمه الرئاسي .
– وما يميز الحوثيين عن غيرهم من القوى السياسية اليمنية العتيقة .. هو أن الحوثيين أدركوا هذه الروح المسحوقة المهانة العبدة التي تسكن هادي فتعاملوا معه على هذا الأساس بالضرب على القفى .. وبالإهانة التي يستحقها العبد الآبق .. من منطلق قول المتنبي :
لا تشتري العبد إلا والعصى معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
– لقد أدرك الحوثيون أنك ان أكرمت الكريم ملكته .. وان انت أكرمت اللئيم تمردا .. فتعاملوا مع لؤم هادي بالطريقة التي تحقق لهم افضل النتائج ..
– فيما تعاملت بقية القوى السياسية مع هادي بكل الاحترام والتقدير اللازمين لرجل يفترض انه رئيس للجمهورية ..
– ولم يكونوا يعلمون أن هذا المسخ البشري الذي تسلط على حين غفلة من الزمن على رقاب اليمنيين لا يعرف للاحترام والتقدير معنى .. ولا إلى الكرامة سبيلا .. لانه باختصار شخص (منزوع الدسم) من كل قيمة نبيلة.. ومن كل خلق كريم .. لا ينطبق عليه إلا قول الحق تبارك وتعالى ((ويخلق ما لا تعلمون))
– أي خطيئة ارتكبها اليمنيون يا رب .. لتعاقبهم بهذا الكائن .. الذي اجتمع فيه كل هذا القبح ..
– حسبنا الله ونعم الوكيل