“العاطفة السياسية” هي السّمة الأبرز في سلوك شباب الاصلاح الحالي، وخصوصا المنفتحين منهم، ويمكن تفهم هذه السّمة، اذا ما أرجعناها إلى الارتباك الذي سببته طريقة تعامل قيادات

محمد اللطيفي
محمد اللطيفي

الاصلاح مع الأحداث الأخيرة، وأثر ذلك الارتباك على نفسيات أعضاء الحزب.
ففي مواجهة أسئلة الشارع، يقع الاصلاحيون في حيرة، فهم أنفسهم ليست لديهم إجابات دقيقة لما حصل، وحتى الاجابات التي يحاول الحزب أن يقنعهم بها، لا تبدو شافية لاقناع من هم خارج الحزب، لسنا في مقام نقد أداء الاصلاح في تعامله مع الأحداث الأخيرة، ولكننا نشير إلى أثر ذلك على الأداء الحالي لأعضائه، على تداعيات هذه الأحداث.
طريقة تعامل بعض شباب الاصلاح بتعز، مع محافظها، مثالا بارزا، لتلك الممارسة العاطفية للسياسة، فقد أصبح فجأة بطلا قوميا وعظيما ووووو، بعد أن كان عكس ذلك تماما في السنة الماضية، وما زلت أتذكر أن جملة “القوي الأمين” التي وصف بها عبدالحافظ الفقيه – رئيس المكتب التنفيذي لاصلاح تعز – شوقي هائل، لاقت نفسا ساخرا من نفس أعضاء الحزب الذين يخوضون الآن دفاعا عاطفيا عن شوقي، يشبه تماما نفس بعض شباب الاشتراكي في الدفاع عن المحافظ في ذات العام.
يقال لا دخل للعواطف في العمل، وفي السياسة (وهي عمل) هناك نمط عقلاني لممارستها في الفضاء العام، ولا دخل للعواطف فيها، تتغير التحالفات بتغير المواقف، ويتم تقييم المواقف السياسية بعيدا عن شخصنتها أو المبالغة فيها، وهنا تكمن ورطة أعضاء الأحزاب وهم يتعاملون مع المواقف السياسية المتغيرة، يتحركون وكأن ذاكرة الناس قصيرة، لن تتذكر الماضي لتقارنه بالحاضر.
يمكن القول، أن الموقف السياسي للسلطة المحلية بتعز حول تجنيب المحافظة تداعيات العنف التي ستخلقة الملشيات المسلحة، حال تواجدها كبديل للدولة، هو موقف إيجابي ويجب تشجيعه، لكن.. الوقوف بجانب السلطة المحلية ومع المحافظ شيء، وكيل المديح العاطفي لشخص المحافظ شيء آخر، وهنا يكمن الفارق بين دعم المواقف الوطنية وبين مدحها، وهو فارق بيّن؛ بين ممارسة السياسة وبين ” العاطفة السياسية”.