12033088_1027874263910745_7549836628619466496_n

_طارق الاثوري

قريتنا جزء صغير من منطقة الأثاور.
عندما أنظر عدد من سقط فيها بين شهيد و جريح على خلفية الحرب التي شنها الحوثى أدرك حجم الجناية التي جناها هؤلاء على اليمن.
نحن في منطقة نائية بين الجبال التي تحيط بها من كل جانب حتى لا يكاد يرى شيء غيرها سوى السماء.
خلال عام استشهد هلال طاهر مع المقاومة برصاص قناص حوثي في المدينة .
و استشهد رماح عادل بقذيفة حوثية على حي سكني.
و استشهد بكيل فيصل برصاص بلطجي من مقاومي تكسير الأقفال الذين ظهروا على حساب المقاومة من أصحاب السوابق .
و استشهد ياسر مكرد في مواجهات ثعبات اليوم.
و جرح حبيب محمد سعد برصاصة على خلفية مشادات سببها الحوثي في القرية دون أن يكون طرفا فيها.
و ألقى بابن عمي خليل مكرد ( والد ياسر مكرد) في خزان مليء بالحجارة و الحديد و فقد الذاكرة و مازال بعد علاج أستمر أشهر في الأردن غير قادر على استيعاب مايدور حوله على خلاف الحوثي ليس عنه ببعيد .

على بعد أقل من كيلومتر من هذه القرية هناك قصص مشابهة.

أما المختفون و المخفيون و المغادرون لليمن منها فهم حكاية أخرى.
لا بديل عن دولة مدنية لا يجد فيها هذا الكهنوت متسعا لارتكاب مزيد من حماقاته المدمرة.
لا بديل عنها لكي نشعر بأمان و لكي لا تتحول القرى إلي سرادقات مستمرة طوال العام الناس بين من يعزي و يتقبل العزاء في تبادل أدوار مأساوي.