144شعب أونلاين : متابعات

ضاعفت الانخفاضات الحادة لدرجات الحرارة التي شهدتها المحافظات الجبلية خلال الأسابيع القليلة الماضية من ارتفاع إنفاق الاسر اليمنية خلال فصل الشتاء.

حيث أجبرت الاسر القاطنة في المناطق الواقعة تحت تأثيرات الصقيع الى انفاق مبالغ مالية كبيرة لشراء ملابس شتوية ووسائل تدفئة كهربائية، وفي نفس الاتجاه غيرت أسواق الملابس والمحلات التجارية العرض من الملابس من الصيفية التي تراجع الطلب عليها الى ادنى المستويات الى الملابس الشتوية التي ارتفع الطلب عليها.

وخلال جولة ميدانية لوحظ انتعاش في أسواق الملابس نتيجة الاقبال المتصاعد من قبل المستهلكين في مختلف الأعمار ، كما سجلت وسائل التدفئة هي الأخرى انتعاشاً كبيراً كالسخانات والدفايات ، ووفق مصادر في السوق بالعاصمة فإن الطلب على أجهزة التدفئة ارتفع بنسبة 70%. كما شهدت أسواق المفروشات ارتفاع حاد خلال الاسابيع الماضية وأنعش البرد أسواق التوابل والبهارات كالزنجبيل والفلفل والبهارات التي تعطي الجسم حرارة وتمنحه منعة تمكنه من مقاومة برودة الجو الشديدة.

وفي ذات السياق تفاعل العرض والطلب في سوق المحلي حيث شهدت المعارض التجارية والمولات ومعارض المفروشات اقبال ملحوظ من قبل المستهلكين لشراء حاجياتهم من وسائل الوقاية من البرد من بطانيات وملابس قطنية، وارتفع الطلب على وسائل التدفئة في سوق الجملة والتجزئة في العاصمة والمحافظات الأكثر تأثرًا بموجات الصقيع، كما دخلت الأسواق عشرات الأنواع من البطانيات والاجهزة الكهربائية المقلدة والمغشوشة، التي غالباً ما يرتفع الطلب عليها أيام الشتاء في ظل تجاهل تام من قبل جهات الرقابة الحكومية.

وفي محاولة للحد من تأثيرات أمواج الصقيع على الإنتاج الزراعي سارع المزارعون في محافظات (ذمار، وعمران، وصنعاء) الى اتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية منتجاتهم مما يسمونه بـ “الضريب”، إلا أن موجات الصقيع الفتاكة نالت من مزارع عشرات المزارعين في تلك المحافظات، والكثير من تلك المزارع غير مثمرة، ولكنها أتلفت بسبب شدة الصقيع. وشوهد في محافظة ذمار عشرات مزارع القات المغطاة بأغطية خاصة تشبه “الطرابيل”؛ خوفاً من إتلاف المزارع، الا ان مزارع الخضروات لم يتم تحصينها من ضريب البرد، وهو ما قد ينتج عنه اتلاف عشرات المزارع في ذمار ومحافظات أخرى، سيما وأن البرد العام الحالي اشد قسوة من الأعوام السابقة.

ووفق تقديرات محلية في ذمار فإن أغطية أصغر مزرعة قات بأغطية قماشية وطرابيل تكلف مليون ريال.. مشيرين إلى أن مزارع القات الأكثر جدوى وحمايتها من الاتلاف قابل للتعويض في حال الحصاد، أما المزارع الأخرى فإن مستوى الإنتاج منها لا يساوي تكلفة الأغطية في العام الواحد. وعلى الرغم من اعلان مكاتب الزراعة في المحافظات المساحات المتضررة من الصقيع والخسائر المالية التي ترتبت على ذلك، والتي تتجاوز المليار العام المنصرم، الا انها لم تصدر أي بيانات حول الاضرار الناتجة عن أمواج ما يسمى ” بالضريب ” في اللغة الدارجة هذا العام واكتفت وزارة الزراعة بتحذير المزارعين فقط.